Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 13-15)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } ، بل يقولون اختلقه ، { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } . فإن قيلَ : قد قال في سورة يونس : { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } ، وقد عجزوا عنه فكيف قال : { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ } ، فهو كرجل يقول لآخر : أعطِني درهماً فيعجز ، فيقول : أعطِني عشرة ؟ . الجواب : قد قيل سورة هود أولاً . وأنكر المبرد هذا ، وقال : بل نزلت سورة يونس أولاً ، وقال : معنى قوله في سورة يونس : { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } ، أي : مثله في الخبر عن الغيب والأحكام والوعد والوعيد ، فعجزوا فقال لهم في سورة هود : إن عجزتم على الإِتيان بسورة مثله في الأخبار والأحكام والوعد والوعيد فأتوا بعشر سور مثله من غير خبر ولا وعد ولا وعيد ، وإنما هي مجرد البلاغة ، { وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } ، واستعينوا بمن استطعتم ، { مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } . { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } ، يا أصحاب محمد . وقيل : لفظه جمع والمراد به الرسول صلى الله عليه وسلم وحده . { فَٱعْلَمُوۤاْ } ، قيل : هذا خطاب مع المؤمنين . وقيل : مع المشركين ، { أَنَّمَآ أُنزِلِ بِعِلْمِ ٱللَّهِ } ، يعني : القرآن . وقيل : أنزله وفيه علمه ، { وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } ، أي : فاعلموا أن لا إله إلا هو ، { فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } ، لفظه استفهام ومعناه أمر ، أي : أسلموا . قوله تعالى : { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } ، أي : من كان يريد بعلمه الحياة الدنيا ، { وَزِينَتَهَا } ، نزلت في كل من عمل عملاً يريد به غير الله عزّ وجلّ { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } ، أي : نُوَفِّ لهم أجور أعمالهم في الدنيا بسعة الرزق ودفع المكاره وما أشبهها . { وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } ، أي : في الدنيا لا ينقص حظهم .