Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 16-17)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلأَخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا } أي : في الدنيا ، { وَبَاطِلٌ } ، { مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . اختلفوا في معنى هذه الآية : فقال مجاهد : هم أهل الرياء . وروينا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " « إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ » ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : « الرياء » " . قيل : هذا في الكفار ، وأما المؤمن : فيريد الدنيا والآخرة ، وإرادته الآخرة غالبة ، فيجازى بحسناته في الدنيا ، ويثاب عليها في الآخرة . وروينا عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنّ الله عزّ وجلّ لايظلم المؤمنَ حسنةً ، يثاب عليها الرزق في الدنيا ويُجزَى بها في الآخرة ، وأما الكافر فيُطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكنْ له حسنة يُعطى بها خيراً " . قوله تعالى : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } ، بيان ، { مِّن رَّبِّهِ } ، قيل : في الآية حذف ، ومعناه : أفمن كان على بينة من ربه كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها ، أو مَنْ كان على بينة من ربّه كمن هو في الضلالة والجهالة ، والمراد بالذي هو على بينة من ربه : النبيُّ صلى الله عليه وسلم . { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } ، أي : يتبعه من يشهد له بصدقه . واختلفوا في هذا الشاهد : فقال ابن عباس ، وعلقمة ، وإبراهيم ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وأكثر أهل التفسير : إنه جبريل عليه السلام . وقال الحسن وقتادة : هو لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم . وروى ابن جريج عن مجاهد قال : هو ملك يحفظه ويسدده . وقال الحسين بن الفضل : هو القرآن ونظمه وإعجازه . وقيل : هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه . قال علي : ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية من القرآن ، فقال له رجل : وأنت أيُّ شيءٍ نزل فيك ؟ قال : { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } . وقيل : شاهد منه : هو الإِنجيل . { وَمِن قَبْلِهِ } ، أي : ومن قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : من قبل نزول القرآن . { كِتَابُ مُوسَىٰ } ، أي : كان كتاب موسى ، { إِمَاماً وَرَحْمَةً } ، لمن اتبعها ، يعني : التوراة ، وهي مصدقة للقرآن ، شاهدة للنبي صلى الله عليه وسلم ، { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ، يعني : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : أراد الذين أسلموا من أهل الكتاب . { وَمَن يَكْفُرْ بِهِ } ، أي : بمحمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : بالقرآن ، { مِنَ ٱلأَحْزَابِ } ، من الكفار من أهل الملل كلها ، { فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ } . أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي ، أخبرنا أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا محمد بن الحسين القطان ، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي ، أخبرنا عبدالرزاق ، أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمة ، ولا يهوديٌّ ، ولا نصرانيٌّ ، ثم يموتُ ولم يؤمنْ بالذي أُرسلتُ به إلاّ كان من أصحاب النار " . قوله تعالى : { فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّنْهُ } ، أي : في شكَ منه ، { إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } .