Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الۤر كِتَابٌ } ، أي : هذا كتاب ، { أُحْكِمَتْ ءَايَـٰتُهُ } ، قال ابن عباس : لم ينسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع به ، { ثُمَّ فُصِّلَتْ } ، بُيِّنَتْ بالأحكام والحلال والحرام . وقال الحسن : أحكمت بالأمر والنهي ، ثم فُصلتْ بالوعد والوعيد . قال قتادة : أحكمت أحكمها الله فليس فيها اختلاف ولا تناقض وقال مجاهد : فُصلتْ أي : فُسرت . وقيل : فُصلتْ أي : أنزلت شيئاً فشيئاً ، { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } . { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ } ، أي : وفي ذلك الكتاب : أنْ لا تعبدوا إلاّ الله ، ويكون محل « أن » رفعاً . وقيل : محله خَفْضٌ ، تقديره : بأن لا تعبدوا إلاّ الله ، { إِنَّنِى لَكُمْ مِّنْهُ } أي : من الله { نَذِيرٌ } ، للعاصين ، { وَبَشِيرٌ } ، للمطيعين . { وَأَنِ } ، عطف على الأول ، { ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } ، أي : ارجعوا إليه بالطاعة . قال الفرَّاء : « ثم » هنا بمعنى الواو ، أي : وتوبوا إليه ، لأن الاستغفار هو التوبة والتوبة هي الاستغفار . وقيل : وأن استغفروا ربكم في المعاصي ثم توبوا إليه في المستأنف { يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَناً } ، يعيشكم عيشاً حسناً في خفض ودعة وأمن وسعة . قال بعضهم : العيش الحسن هو الرضى بالميسور والصبر على المقدور . { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } ، إلى حين الموت ، { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُ } ، أي : ويؤت كل ذي عمل صالح في الدنيا أجره وثوابه في الآخرة . وقال أبو العالية : من كثرت طاعته في الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنة ، لأن الدرجات تكون بالأعمال . وقال ابن عباس : من زادت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن زادت سيئاته على حسناته دخل النار ، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، ثم يدخل الجنة بعد . وقيل : يؤت كل ذي فضل فضله يعني : من عمل لله عزّ وجلّ وفَّقه الله فيما يستقبل على طاعته . { وَإِن تَوَلَّوْاْ } ، أعرضوا ، { فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } ، وهو يوم القيامة .