Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 4-5)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِلَى ٱللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } . قوله تعالى : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } ، قال ابن عباس : نزلت في الأخنس بن شُريق وكان رجلاً حلو الكلام حلو المنظر ، يَلْقَى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما يحب ، وينطوي بقلبه على ما يكره . قوله : « يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ » أي : يُخفون ما في صدورهم من الشحناء والعداوة . وقال عبدالله بن شداد : نزلت في بعض المنافقين كان إذا مَرَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وظهره ، وطأطأ رأسه وغطّى وجهه كي لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم . وقال قتادة : كانوا يحنون صدورهم كي لا يسمعوا كتاب الله تعالى ولا ذكره . وقيل : كان الرجل من الكفار يدخل بيته ويرخي ستره ويحني ظهره ويتغشى بثوبه . ويقول : هل يعلم الله ما في قلبي . وقال السدي : يثنون أي : يعرضون بقلوبهم ، من قولهم : ثنيت عناني . وقيل : يعطفون ، ومنه ثني الثوب . وقرأ ابن عباس : « يَثْنَوْنِي » على وزن « يَحْلَوْ لِي » جعل الفعل للمصدر ، ومعناه المبالغة في الثني . { لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ } ، أي : من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال مجاهد : ليستخفوا من الله إن استطاعوا ، { أَلاَ حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } ، يغطون رؤوسهم بثيابهم ، { يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } ، قال الأزهري : معنى الآية من أولها إلى آخرها : إن الذين أضمروا عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى علينا حالهم . أخبرنا عبدالواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحسن بن محمد بن صبَّاح ، حدثنا حجاج قال : قال ابن جريج أخبرني محمد بن عبَّاد بن جعفر أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهم يقرأ : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } ، فقال : سألته عنها فقال : كان أناس يستحيون أن يتخلَّوا فيفضوا إلى السماء ، وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء ، فنزل ذلك فيهم .