Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 27-29)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ } : والملأ هم الأشراف والرؤساء . { مَا نَرَاكَ } ، يانوح ، { إِلاَّ بَشَراً } ، آدمياً ، { مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ ٱتَّبَعَكَ إِلاَّ ٱلَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } ، سفَلَتُنا ، والرذل : الدُّون من كل شيء ، والجمع : أرْذُل ، ثم يجمع على أراذل ، مثل كَلْب وأَكْلُب وأَكَالِب ، وقال في سورة الشعراء : { وَٱتَّبَعَكَ ٱلأَرْذَلُونَ } ، يعني : السفلة . وقال عكرمة : الحاكة والأساكفة ، { بَادِىَ ٱلرَّأْى } ، قرأ أبو عمرو « بادىء » بالهمز أي : أول الرأي ، يريدون أنهم اتبعوك في أول الرأي من غير روية وتفكر ، ولو تفكروا لم يتبعوك . وقرأ الآخرون بغير همز ، أي ظاهر الرأي من قولهم : بدا الشيء : إذا ظهر ، معناه : اتبعوك ظاهراً من غير أن يتدبروا ويتفكروا باطناً . قال مجاهد : رأي العين ، { وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَـٰذِبِينَ } . { قَالَ } ، نوح ، { يَٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِن رَّبِّي } أي : بيان من رَّبِّي ، { وَءَاتَانِى رَحْمَةً } ، أي : هدى ومعرفة ، { مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ } ، أي : خفيت والتبست عليكم . وقرأ حمزة والكسائي وحفص : « فعُمِّيت عليكُم » بضم العين وتشديد الميم ، أي : شُبهت ولُبِّست عليكم ، { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } ، أي : أنلزمكم البينة والرحمة ، { وَأَنتُمْ لَهَا كَـٰرِهُونَ } ، لا تريدونها . قال قتادة : لو قدر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يُلزموا قومَهم الإِيمان لألزموهم ، ولكن لم يقدروا . قوله : { وَيَٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً } ، أي : على الوحي وتبليغ الرسالة ، كناية عن غير مذكور ، { إِنْ أَجْرِىَ } ، ما ثوابي ، { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ } ، هذا دليل على أنهم طلبوا منه طرد المؤمنين ، { إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ } ، أي : صائرون إلى ربهم في المعاد فيجزي من طردهم ، { وَلَـٰكِنِّىۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } .