Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 41-43)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا } ، أي : وقال لهم نوح اركبوا في السفينة ، { بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَآ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص : « مَجْريها » بفتح الميم أي : جَرْيها « ومُرساها » بضمها ، وقرأ محمد بن محيصن « مَجْريها ومَرساها بفتح الميمين من جرت ورست ، أي : بسم الله جريها ورسوها ، وهما مصدران . وقرأ الآخرون : « مُجراها ومُرساها » بضم الميمين من أجريت وأرسيت ، أي : بسم الله إجراؤُها وإرساؤُها وهما أيضاً مصدران ، كقوله : { أَنزِلْنِى مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] و { أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ } [ الإسراء : 80 ] والمراد منها : الإِنزال والإِدخال والإِخراج . { إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } ، قال الضحاك : كان نوح إذا أراد أن تجري السفينة قال : بسم الله ، فجرت ، وإذا أراد أن ترسوَ قال : بسم الله ، فرست . { وَهِىَ تَجْرِى بِهِمْ فِى مَوْجٍ كَٱلْجِبَالِ } ، والموج ما ارتفع من الماء إذا اشتدت عليه الريح ، شبهّه بالجبال في عظمه وارتفاعه على الماء . { وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبْنَهُ } ، كنعان ، وقال عبيد بن عمير : سام ، وكان كافراً ، { وَكَانَ فِى مَعْزِلٍ } ، عنه لم يركب السفينة ، { يَٰبُنَىَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا } ، قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم ويعقوب بإظهار الباء ، والآخرون يدغمونها في الميم ، { وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } ، فتهلك . { قَالَ } له ابنه : { سَآوِىۤ } ، سأصير وألتجىء ، { إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِى مِنَ ٱلْمَآءِ } ، يمنعني من الغرق ، { قَالَ } له نوح : { لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } ، أي : من عذاب الله ، { إِلاَّ مَن رَّحِمَ } ، قيل : « من » في محل رفع ، أي : لا مانع من عذاب الله إلا الله الراحم . وقيل : « من » في محل النصب ، معناه لا معصوم إلا من رحمه الله ، كقوله : { فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] أي : مرضية ، { وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ فَكَانَ } ، فصار ، { مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } . وروي أن الماء علا على رؤوس الجبال قدر أربعين ذراعاً ، وقيل : خمسة عشر ذراعاً . وروي : أنه لما كثر الماء في السكك خشيت أمٌ لصبيٍّ عليه ، وكانت تحبه حباً شديداً ، فخرجت إلى الجبل حتى بلغت ثلثه ، فلما بلغها الماء ارتفعت حتى بلغت ثلثيه ، فلما بلغها الماء ذهبت حتى استوت على الجبل ، فلما بلغ الماء رقبتها رفعت الصبي بيديها حتى ذهب بها الماء ، فلو رحم الله منهم أحداً لرحم أم الصبي .