Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 53-56)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } ، أي : ببرهان وحجة واضحة على ما تقول ، { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِىۤ ءَالِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ } ، أي : بقولك ، { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } ، بمصدقين . { إِنَ نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ بَعْضُ ءَالِهَتِنَا } أي : أصابك { بِسُوۤءٍ } يعني : لست تتعاطى ما نتعاطاه من مخالفتنا وسبِّ آلهتنا إلاّ أن بعض آلهتنا ، اعتراك ، أي : أصابك بسُوء بخبل وجنون ، وذلك أنك سببت آلهتنا فانتقموا منك بالتخبيل لا نحمل أمرك إلا على هذا ، { قَالَ } ، لهم هود ، { إِنِّىۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ } ، على نفسي ، { وَٱشْهَدُوۤاْ } ، ياقوم { أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } . { مِن دُونِهِ } ، يعني : الأوثان ، { فَكِيدُونِي جَمِيعاً } ، فاحتالوا في مكركم وضري أنتم وأوثانكم ، { ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } ، [ لا تؤخرون ولا تمهلون ] . { إِنِّي تَوَكَّلْتُ } ، أي : اعتمدت { عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ } قال الضحاك : يحييها ويميتها . قال الفرَّاء : مالكها والقادر عليها . وقال القتيبي : يقهرها ، لأن من أخذت بناصيته فقد قهرته . وقيل : إنما خصّ الناصية بالذكر لأن العرب تستعمل ذلك إذا وصفت إنساناً بالذلة ، فتقول : ناصية فلان بيد فلان ، وكانوا إذا أسروا إنساناً وأرادوا إطلاقه والمَنَّ عليه جزوا ناصيته ليعتدّوا بذلك فخراً عليه ، فخاطبهم الله بما يعرفون . { إِنَّ رَبِّى عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، يعني : إن ربي وإن كان قادراً عليهم فإنه لا يظلمهم ولا يعمل إلاّ بالإِحسان والعدل ، فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بعصيانه . وقيل : معناه إن دين ربي إلى صراط مستقيم . وقيل : فيه إضمار ، أي : إن ربي يحثكم ويحملكم على صراط مستقيم .