Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 57-60)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ } ، أي : تتولوا ، يعني : تعرضوا عمّا دعوتُكم إليه ، { فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّى قَوْماً غَيْرَكُمْ } ، أي : إن أعرضتم يهلككم الله عزّ وجلّ ويستبدل بكم قوماً غيركم أطوع منكم يوحّدُونه ويعبدونه ، { وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً } ، بتوليكم وإعراضكم ، إنما تضرون أنفسكم . وقيل : لاتنقصونه شيئاً إذا أهْلككم لأن وجودكم وعدمكم عنده سواء ، { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } ، أي : لكل شيء حافظ ، يحفظني من أن تنالوني بسوء . قوله تعالى : { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } ، عذابنا ، { نَجَّيْنَا هُوداً وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ } ، وكانوا أربعة آلاف . { بِرَحْمَةٍ } بنعمة { مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } ، وهو الريح التي أهلك بها عاداً ، وقيل : العذاب الغليظ : عذاب يوم القيامة ، أي : كما نجيناهم في الدنيا من العذاب كذلك نجيناهم في الآخرة . { وَتِلْكَ عَادٌ } ، رده إلى القبيلة ، { جَحَدُواْ بِآيَـٰتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } ، يعني : هوداً وَحْدَهُ ، وذكره بلفظ الجمع لأن من كّذْب رسولاً كان كمن كذب الرسل ، { وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } أي : واتبع السفلة والسقاط أهل التكبر والعناد ، والجبار : المتكبر ، والعنيد : الذي لايقبل الحق ، يقال : عَنَدَ الرجلُ يعند عنوداً إذا أبى أن يقبل الشيء وإن عرفه . وقال أبو عبيدة : العنيد والعاند والعنود والمعاند : المعارض لك بالخلاف . { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } ، أي : أُرْدِفُوا لعنة تلحقهم وتنصرف معهم ، واللعنة : هي الإِبعاد والطَّرد عن الرحمة ، { وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } ، أي : وفي يوم القيامة أيضاً لعنوا كما لعنوا في الدنيا والآخرة ، { أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } ، أي : بربهم ، يقال : كفرته وكفرت به ، كما يقال : شكرتُه وشكرتُ له ونصحتُه ونصحتُ له . { أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } ، قيل : بعداً من رحمة الله . وقيل : هلاكاً . ولِلبُعْد معنيان : أحدهما ضد القرب ، يقال منه : بَعُدَ يبعُدُ بُعْداً ، والآخر : بمعنى الهلاك ، يقال : منه بَعِدَ يبعِدُ بُعْداً وبَعُداً .