Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 111, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } , أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي , أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري , أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي , حدثنا محمد بن حماد , حدثنا أبو معاوية عن الأعمش , عن عمرو بن مرة , عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا فقال : يا صباحاه ، قال : فاجتمعتْ إليه قريشٌ , فقالوا له : مالَكَ ؟ قال : أرأيتم لو أخبرتُكم أن العدو مصبّحكم أو ممسّيكم أما كنتم تصدِّقوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذيرٌ لكم بين يديْ عذابٍ شديدٍ ، فقال أبو لهب : تبّاً لك , ألهذا دعوتنا جميعاً ؟ فأنزل الله عَزّ وجلّ : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } إلى آخرها " . قوله : { تَبَّتْ } أي : خابت وخسرت يدا أبي لهب ، أي هو أخبر عن يديه ، والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كله . وقيل : " اليد " صلة ، كما يقال : يد الدهر ويد الرَّزايا والبلايا . وقيل : المراد به ماله وملكه ، يقال : فلان قليل ذات اليد ، يعنون به المال , و " التباب " : الخسار والهلاك . وأبو لهب : هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، واسمه عبد العزى . قال مقاتل : كني بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه . وقرأ ابن كثير { أَبِى لَهْب } ساكنة الهاء وهي مثل : نَهْر ونَهَر . واتفقوا في " ذات لهب " أنها مفتوحة الهاء لِوفَاقِِ الفواصل . { وتبّ } , أبو لهب ، وقرأ عبد الله : وقد تبّ . قال الفرَّاء : الأول دعاء ، والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله ، وقد فعل .