Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 111, Ayat: 2-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } , قال ابن مسعود : لمّا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرباءه إلى الله عزّ وجلّ قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفتدي نفسي بمالي وولدي ، فأنزل الله تعالى : { مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ } . أي ما يغني ، وقيل : أي شيء يغني عنه ماله ، أي ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ؟ وكان صاحب مواشٍ ، { وَمَا كَسَبَ } , قيل : يعني ولده , لأن ولد الإنسان من كسبه كما جاء في الحديث : " أطيبُ ما يأكل أحدُكم من كسبه ، وإنّ ولده من كسبه " . ثم أوعده بالنار فقال : { سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } ، أي ناراً تلتهب عليه . { وَٱمْرَأَتُهُ } ، أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان { حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ } , قال ابن زيد والضحاك : كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه , لتعقرهم ، وهي رواية عطية عن ابن عباس . وقال قتادة , ومجاهد , والسُّدّي : كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما توقد النار بالحطب ، يقال : فلان يحطب على فلان , إذا كان يُغْرِي به . وقال سعيد بن جبير : حمالة الخطايا ، دليله : قوله : { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } [ الأنعام : 31 ] . قرأ عاصم " حمَّالةَ " بالنصب على الذم ، كقوله : { مَلعُونِين } . وقرأ الآخرون بالرفع , وله وجهان : أحدهما سيصلى ناراً هو وامرأته حمالةُ الحطب والثاني : وامرأته حمالةُ الحطب في النار أيضاً .