Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 110-110)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا } ، اختلف القُرّاء في قوله : { كُذِّبُوا } : فقرأ أهل الكوفة وأبو جعفر : { كُذِبُوا } بالتخفيف وكانت عائشة تنكر هذه القراءة . وقرأ الآخرون بالتشديد . فمن شدّد قال : معناه حتى استيأس الرسلُ من إيمان قومهم . رُوي عن مجاهد أنه قرأ : وقد كَذبوا ، بفتح الكاف والذال مخففة ، ولها تأويلان : أحدهما ، معناه : أن القوم المشركين ظنوا أن الرسل قد كُذِبُوا . والثاني : معناه : أن الرسل ظنوا أي : علموا أن قومهم قد افتروا على الله بكفرهم من إيمان قومهم . وظنّوا : أيْ أيقنوا يعني الرسل أن الأمم قد كذَّبوهم تكذيباً لا يُرجى بَعْدُ إيمانهم . والظنّ بمعنى اليقين : وهذا معنى قول قتادة . وقال بعضهم : معناه حتى إذا استيأسَ الرسلُ ممن كذَّبهم من قومهم أن يُصدِّقوهم ، وظنوا أن من آمن بهم من قومهم قد كذبوهم ، وارتدوا عن دينهم ، لشدة المحنة والبلاء عليهم واستبطاءَ النصر . ومن قرأ بالتخفيف قال : معناه : حتى إذا استيأس الرسلُ من إيمان قومهم وظنّوا أي : ظنّ قومُهم أن الرسل قد كذبتهم في وعيد العذاب . ورُوي عن ابن عباس : أن معناه ضعف قلوب الرسل ، يعني : وظنت الرسل أنهم قد كذبوا فيما وعدوا من النصر ، وكانوا بشراً فضعفوا ويئسوا وظنوا أنهم أُخلِفُوا ، ثم تلا : { حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ } [ البقرة : 214 ] أي : جاء الرسل نصرُنا . { فَنُجِّىَ مَن نَّشَآءُ } ، قرأ العامة بنونين ، أي : نحن ننجي من نشاء . وقرأ ابن عامر وحمزة وعاصم ويعقوب بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم وفتح الياء على ما لم يسم فاعله ، لأنها مكتوبة في المصحف بنون واحدة ، فيكون محل { مَنْ } رفعاً ، على هذه القراءة . وعلى القراءة الأُولى يكون نصباً ، فَنُجِّيَ مَنْ نشاءُ عن نزول العذاب ، وهم المؤمنون المطيعون . { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا } ، عذابُنا ، { عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } يعني : المشركين .