Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 16-18)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } ، قال أهل المعاني : جاؤوا في ظلمة العِشاء ليكونوا أجرأ على الاعتذار بالكذب . ورُوي أن يعقوب عليه السلام سمع صياحهم وعويلهم فخرج ، وقال : مالكم يا بَنِيَّ هل أصابكم في غنمكم شيء ؟ قالوا : لا . قال : فما أصابكم وأين يوسف ؟ ؟ . { قَالُواْ يَـٰأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } ، أي : نترامى وننتضل ، وقال السدي : نشتدُّ على أقدامنا . { وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَـٰعِنَا } ، أي : عند ثيابنا وأقمشتنا . { فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا } ، بمصدق لنا ، { وَلَوْ كُنَّا } ، وإن كنّا ، { صَـٰدِقِينَ } . فإن قيل : كيف قالوا ليعقوب أنت لا تصدق الصادق ؟ . قيل : معناه إنك تتهمنا في هذا الأمر لأنك خفتنا عليه في الابتداء واتهمتنا في حقه . وقيل : معناه لا تصدقنا لأنه لا دليل لنا على صدقنا وإن كنّا صادقين عند الله . { وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } ، أي : بدمٍ هو كذب ، لأنه لم يكن دم يوسف . وقيل : بدم مكذوب فيه ، فوضع المصدر موضع الاسم . وفي القصة : أنهم لطخوا القميص بالدم ولم يشقُّوه ، فقال يعقوب عليه السلام : كيف أكله الذئب ولم يشق قميصه ؟ فاتهمهم . { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ } ، زيَّنت ، { لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } ، معناه : فأمري صبر جميل أو فعلي صبرٌ جميل . وقيل : فصبر جميل أختاره . والصبر الجميل الذي لا شكوى فيه ولا جزع . { وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ } ، أي : أستعين بالله على الصبر ، على ما تكذبون . وفي القصة : أنهم جاؤُا بذئب وقالوا هذا الذي أكله فقال له يعقوب ياذئب أنت أكلت ولدي وثمرة فؤادي ؟ فأنطقه الله عزّ وجلّ ، فقال : تالله ما رأيت وجه ابنك قط . قال : كيف وقعت بأرض كنعان ؟ . قال : جئت لصلة قرابة فصادني هؤلاء فمكث يوسف في البئر ثلاثة أيام .