Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 25-26)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ } ، وذلك أن يوسف لمّا رأى البرهان قام مبادراً إلى باب البيت هارباً ، وتبعته المرأة لتمسك الباب حتى لا يخرج يوسف ، فسبق يوسف ، وأدركته المرأة ، فتعلَّقت بقميصه من خلفه ، فجذبته إليها حتى لا يخرج . { وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ } أي : فشقته { مِن دُبُرٍ } ، أي : من خلف ، فلما خرجا لقيا العزيز ، وهو قوله : { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَىٰ ٱلْبَابِ } ، أي : وجدا زوج المرأة قطفير عند الباب جالساً مع ابن عمٍ لراعيل ، فلما رأته هابته و { قَالَتْ } سابقةً بالقول لزوجها { مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوۤءاً } ، يعني : الزنا ، ثم خافت عليه أن يقتله فقالت : { إِلاَّ أَن يُسْجَنَ } ، أي : يحبس ، { أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، أي : ضرب بالسياط ، فلما سمع يوسف مقالتها . { قَالَ هِىَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى } ، يعني : طلبت مني الفاحشة فأبيت وفررت . قيل : ما كان يريد يوسف أن يذكره ، فلما قالت المرأة : ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً ؟ ذكره ، فقال : هي راودتني عن نفسي . { وَشَهِدَ شَاهِدٌ } ، وحكم حاكم ، { مِّنْ أَهْلِهَآ } ، اختلفوا في ذلك الشاهد : فقال سعيد بن جبير ، والضحاك : كان صبياً في المهد ، أنطقه الله عزّ وجلّ ، وهو رواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تكلّم في المهد أربعة وهم صغار : ابن ماشطة ابنة فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم عليه السلام " وقيل : كان ذلك الصبي ابن خال المرأة . وقال الحسن وعكرمة وقتادة ومجاهد : لم يكن صبياً ولكنه كان رجلاً حكيماً ذا رأي . قال السدي : هو ابن عم راعيل ، فحكم فقال : { إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ } ، أي : من قدّام ، { فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ } .