Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 70-72)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فذلك قوله تعالى : { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } ، وهي المشربة التي كان الملك يشرب منها . قال ابن عباس : كانت من زبرجد . وقال ابن إسحاق : كانت من فضة . وقيل : من ذهب ، وقال عكرمة : كانت مشربة من فضة مرصعة بالجواهر ، جعلها يوسف مكيالاً لئلا يكال بغيرها ، وكان يشرب منها . والسقاية والصواع واحد ، فجعلت في وعاء طعام بنيامين ، ثم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتى انطلقوا وذهبوا منزلاً . وقيل : حتى خرجوا من العمارة ، ثم بعث من خلفهم مَن استوقفهم وحبسهم . { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ } ، نادى منادٍ ، { أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ } ، وهي القافلة التي فيها الأحمال . قال مجاهد : كانت العير حميراً . وقال الفراء : كانوا أصحاب إبل . { إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } ، قفوا . قيل : قالوه من غير أمر يوسف . وقيل : قالوه بأمره ، وكان هفوة منه . وقيل : قالوه على تأويل أنهم سرقوا يوسف من أبيه ، فلما انتهى إليهم الرسول ، قال لهم : ألم نكرم ضيافتكم ونحسن منزلتكم ونوفكم كيلكم ونفعل بكم مالم نفعل بغيركم ؟ قالوا : بلى ، قالوا : وما ذاك ؟ قالوا : سقاية الملك فقدناها ، ولا نَتّهِمُ عليها غيركم . فذلك قوله عز وجل : { قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم } ، عطفوا على المؤذن وأصحابه ، { مَّاذَا تَفْقِدُونَ } ، ما الذي ضلّ عنكم . والفقدان : ضدّ الوجد . { قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } ، من الطعام ، { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } ، كفيل ، يقوله المؤذن .