Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 77-77)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } ، يريدون أخاً له من أمه ، يعني : يوسف . واختلفوا في السرقة التي وصفوا بها يوسف عليه السلام ، فقال سعيد بن جبير وقتادة : كان لجده ، أبي أمه ، صنم يعبده ، فأخذه سرّاً أو كسره وألقاه في الطريق لئلا يعبد . وقال مجاهد : إن يوسف جاءه سائل يوماً ، فأخذ بيضة من البيت فناولها السائل . وقال سفيان بن عيينة : أخذ دجاجة من الطير التي كانت في بيت يعقوب فأعطاها سائلاً . وقال وهب : كان يخبأ الطعام من المائدة للفقراء . وذكر محمد بن إسحاق : أن يوسف كان عند عمته ابنة إسحاق ، بعد موت أمه راحيل ، فحضنته عمته وأحبته حباً . شديداً ، فلما ترعرع وقعت محبة يعقوب عليه ، فأتاها وقال : يا أختاه سلمي إليّ يوسف ، فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة ، قالت : لا والله ، فقال : والله ما أنا بتاركه ، فقالت : دعه عندي أياماً أنظر إليه لعلّ ذلك يسليني عنه ، ففعل ذلك ، فعمدت عمته إلى منطقة لإِسحاق كانوا يتوارثونها بالكبر ، فكانت عندها لأنها كانت أكبر ولد إسحاق ، فحزمت المنطقة على يوسف تحت ثيابه وهو صغير ، ثم قالت : لقد فقدت منطقة إسحاق اكشفوا أهل البيت فكشفوا فوجدوها مع يوسف ، فقالت : والله إنه لَسَلَمٌ لي ، فقال يعقوب : إن كان فعل ذلك فهو سَلَمٌ لك ، فأمسكتهُ حتى ماتت ، فذلك الذي قال إخوة يوسف : { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } . { فَأَسَرَّهَا } ، أضمرها { يُوسُفُ فِى نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } ، وإنما أتت الكناية لأنه عنى بها الكلمة ، وهي قوله : { قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً } ، ذكرها سراً في نفسه ولم يصرح بها ، يريد أنتم شر مكاناً أي منزلة عند الله ممن رميتموه بالسرقة في صنيعكم بيوسف ، لأنه لم يكن من يوسف سرقة حقيقية ، وخيانتُكم حقيقةٌ ، { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ } ، تقولون .