Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 95-98)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ } ، يعني : أولاد أولاده ، { تَٱللَّهِ إِنَّكَ لَفِى ضَلَـٰلِكَ ٱلْقَدِيمِ } ، أي : خطئك القديم من ذكر يوسف لا تنساه ، والضلال هو الذهاب عن طريق الصواب ، فإن عندهم أن يوسف قد مات ويرون يعقوب قد لهج بذكره . { فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ } ، وهو المبشر عن يوسف ، قال ابن مسعود : جاء البشير بين يدي العير . قال ابن عباس : هو يهوذا . قال السدي : قال يهوذا : أنا ذهبت بالقميص ملطخاً بالدم إلى يعقوب فأخبرته أن يوسف أكله الذئب ، فأنا أذهب إليه اليوم بالقميص فأخبره أن ولده حي فأفرحه كما أحزنته . قال ابن عباس : حمله يهوذا وخرج حافياً حاسراً يعدو ومعه سبعة أرغفة لم يستوفِ أكلها حتى أتى أباه ، وكانت المسافة ثمانين فرسخاً . وقيل : البشير مالك بن ذعر . { أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ } ، يعني : ألقى البشيرُ قميصَ يوسف على وجه يعقوب ، { فَٱرْتَدَّ بَصِيراً } . فعاد بصيراً بعدما كان أعمى وعادت إليه قوته بعد الضعف ، وشبابه بعد الهرم وسروره بعد الحزن . { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّىۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ، من حياة يوسف وأن الله يجمع بيننا . ورُوي أنه قال للبشير : كيف تركت يوسف ؟ قال : إنه ملك مصر ، فقال يعقوب : ما أصنع بالملك على أي دين تركتَه ؟ قال : على دين الإِسلام ، قال : الآن تمت النعمة . { قَالُواْ يَٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَـٰطِئِينَ } ، مذنبين . { قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّىۤ } ، قال أكثر المفسرين : أخَّر الدعاء إلى السِّحَر ، وهو الوقت الذي يقول الله تعالى : " هل من داعٍ فأستجيب له " فلما انتهى يعقوب إلى الموعد قام إلى الصلاة في بالسحر ، فلما فرغ منها رفع يديه إلى الله عزّ وجلّ وقال : اللهم اغفر لي جزعي على يوسف وقلة صبري عنه واغفرْ لأولادي ما أتوا إلى أخيهم يوسف ، فأوحى الله تعالى إليه إني قد غفرتُ لك ولهم أجمعين . وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما : سوف أستغفرُ لكم ربي يعني ليلة الجمعة . قال وهب : كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة . وقال طاووس : أخر الدعاء إلى السَّحر من ليلة الجمعة فوافق ليلة عاشوراء . وعن الشعبي قال : سوف أستغفرُ لكم ربي ، قال : أسأل يوسف إن عفا عنكم استغفرْ لكم ربي ، { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } . روي أن يوسف كان قد بعث مع البشير إلى يعقوب مائتي راحلة وجهازاً كثيراً ليأتوا بيعقوب وأهله وأولاده ، فتهيأ يعقوب للخروج إلى مصر ، فخرجوا وهم اثنان وسبعون من بين رجل وامرأة . وقال مسروق : كانوا ثلاثة وتسعين ، فلما دنا من مصر كلم يوسف الملك الذي فوقه فخرج يوسف والملك في أربعة آلاف من الجنود وركب أهل مصر معهما يتلقون يعقوب ، وكان يعقوب يمشي وهو يتوكأ على يهوذا فنظر إلى الخيل والناس فقال : يايهوذا هذا فرعون مصر ، قال : لا هذا ابنك ، فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه ذهب يوسف يبدأه بالسلام ، فقال جبريل : لا حتى يبدأ يعقوب بالسلام ، فقال يعقوب : السلام عليك يا مذهب الأحزان . ورُوي أنهما نزلا وتعانقا . وقال الثوري : لما التقى يعقوب ويوسف عليهما السلام عانق كل واحد منهما صاحبه وبكيا ، فقال يوسف : يا أبت بكيتَ حتى ذهب بصرك ألم تعلم أن القيامة تجمعنا ؟ قال : بلى يابني ولكن خشيتُ أن تسلب دينك فيحال بيني وبينك .