Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 30-30)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ } : كما أرسلنا الأنبياءَ إلى الأمم أرسلناك إلى هذه الأمة ، { قَدْ خَلَتْ } ، مضت ، { مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ } ، لتقرأ ، { عَلَيْهِمُ ٱلَّذِىۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } . قال قتادة ، ومقاتل ، وابن جريج : الآية مدنية نزلت في صُلح الحديبية ، وذلك أن سهيل بن عَمرو لمَّا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم واتفقوا على أن يكتبوا كتاب الصلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : اكتبْ " بسم الله الرحمن الرحيم " ، قالوا : لا نعرف الرَّحمنَ إلا صاحب اليمامة - يعنون مسيلمةَ الكذّابَ - اكتب كما كنتَ تكتب : " باسمكَ اللهم " ، فهذا معنى قوله : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } . والمعروف أن الآية مكية ، وسبب نزولها : أنا أبا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحِجْر يدعُو يا الله يارَحمن ، فرجع إلى المشركين فقال : إن محمداً يدعو إلهين ؛ يدعو الله ، ويدعو إلهاً آخر يسمى الرحمن ، ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة فنزلت هذه الآية ، ونزل قوله تعالى : { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } [ الإِسراء : 110 ] . وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنها نزلت في كفَّار قريش حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : اسجدوا للرحمن ، قالوا : وما الرحمن ؟ قال الله تعالى : { قُلْ } ، لهم يامحمد إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته ، { هُوَ رَبِّى لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، اعتمدتُ { وَإِلَيْهِ مَتَابِ } ، أي : توبتي ومرجعي . قوله عزّ وجلّ : { وَلَوْ أَنَّ قُرْءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ } ، الآية . نزلت في نفر من مشركي مكة ؛ منهم أبو جهل بن هشام ، وعبدالله بن أبي أمية ؛ جلسوا خلف الكعبة وأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم ، فقال له عبدالله بن أبي أمية : إن سرَّك أن نتبعك فسير جبال مكة بالقرآن فأذهِبْها عنا حتى تنفسخ ، فإنها أرض ضيقة لمزارعنا ، واجعل لنا فيها عيوناً وأنهاراً ، لنغرس فيها الأشجار ونزرعَ ، ونتخذ البساتين ، فلستَ كما زعمت بأهون على ربك من داوود عليه السلام حيث سخر له الجبال تُسبح معه ، أو سخِّرْ لنا الريحَ فنركبهَا إلى الشام لميرتنا وحوائجنا ونرجعَ في يومنا ، فقد سُخرت الريح لسُليمانَ كما زعمتَ ، ولستَ بأهون على ربك من سُليمان ، وأحيي لنا جدَّك قُصَيَّاً أو مَنْ شئت من آبائنا وموتانا لنسأله عن أمرك أحقُّ ما تقول أم باطل ، فإن عيسى كان يحيي الموتى ، ولستَ بأهون على الله منه .