Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 29-29)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } ، ابتداءٌ ، { طُوبَىٰ لَهُمْ } خبرُه . واختلفوا في تفسير { طُوبَىٰ } . رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما : فَرَحٌ لهم وقُرّةُ عين . وقال عكرمة : نِعْمَ مالهم . وقال قتادة : حسنى لهم . وقال معمرٌ عن قتادة : هذه كلمة عربية ، يقول الرجل للرجل : طوبى لك أي أصبت خيراً . وقال إبراهيم : خير لهم وكرامة . قال الفراء : أصله من الطيب والواو فيه لضمة الطاءِ ، وفيه لغتان ، تقول العربُ : طوباك وطوبى لك أي لهم الطيب . { وحُسْنُ مَآبٍ } أي : حسن المنقلب . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : طوبى اسم الجنة بالحبشية . وقال الربيع : هو البستان بلغة الهند . ورُوي عن أبي أمامة وأبي هريرة وأبي الدرداء قالوا : طوبى شجرة في الجنة تُظِلُّ الجنانَ كلها . وقال عبيد بن عمير . هي شجرة في جنة عدن أصلها في دار النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي كل دار وغرفةٍ غصن منها لم يخلق الله لوناً ولا زهرةً إلا وفيها منها إلا السواد ، ولم يخلق الله تعالى فاكهةً ولا ثمرة إلا وفيها منها ، تنبع من أصلها عينان : الكافور والسلسبيل . وقال مقاتل : كل ورقة منها تُظِلُّ أمة عليها مَلَكٌ يُسبِّح الله عز وجل بأنواع التسبيح . وروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه " أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طوبى ؟ قال : " شجرةٌ في الجنة ظلها مسيرة مائة سنة ، ثيابُ أهل الجنة تخرجُ من أكمامِهَا " . وعن معاوية بن قُرَّة عن أبيه يرفعُه : " طوبى شجرةٌ غرسها الله تعالى بيده ، ونفخَ فيها من رُوحه ، تنبت الحُلِي والحُلَل وإن أغصانها لَتُرى من وراء سُور الجنة " أخبرنا محمد بن عبدالله بن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبدالله بن محمود ، أنبأنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ، حدثنا عبدالله بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن زيادٍ مولى بني مخزوم ، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : إنَّ في الجنة لشجرةً يسير الراكبُ في ظلِّها مائة سنةٍ لا يقطعها ، اقرؤوا إن شئتم : { وَظِلٍ مَمْدُودٍ } [ الواقعة : 30 ] فبلغ ذلك كعباً فقال : صدق والذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام والقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ، لو أنّ رجلاً ركب حقة أو جذعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هَرِماً ، إن الله تعالى غرسَها بيده ونفخ فيها من رُوحه ، وإن أفنانها لن وراءِ سور الجنة ، ما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة . وبهذا الإِسناد عن عبدالله بن المبارك عن معمر عن الأشعث بن عبدالله عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : في الجنة شجرة يقال لها طوبى ، يقول الله عزّ وجلّ لها : تفتَّقِي لعبدي عما شاء فتنفتق له عن فرس بسرجه ولجامِه وهيئتهِ كما شاء ، يفتق له عن الرَّاحلة بَرحلهَا وزِمَامِها وهيئتها كما شاء وعن الثياب .