Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 17-17)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَتَجَرَّعُهُ } : أي : يتحسَّاهُ ويشربه ، لا بمرةٍ واحدة ، بل جرعةً جرعةً ، لمرارتِه وحرارته ، { وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } ، و " يكاد " : صلة ، أي : لا يسيغه ، كقوله تعالى : { لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } [ النور : 40 ] أي : لم يَرَهَا . قال ابن عباس رضي الله عنهما ـ : لا يجيزه . وقيل : معناه يكاد لا يسيغه ، ويسيغه فيغلي في جوفه . أخبرنا محمد بن عبدالله بن أبي توبة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحارث ، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبدالله بن محمود ، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ، حدثنا عبدالله بن المبارك ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبيد الله بن بُسْر ، عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ } ، قال : " يقرب إلى فيه فيتكرهه ، فإذا أُدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطَّع أمعاءه ، حتى يخرج من دُبُره " ، يقول الله عزّ وجلّ : { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } [ محمد : 15 ] ، ويقول : { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } [ الكهف : 29 ] . وقوله عزّ وجلّ : { وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ } ، يعني : يجدُ همَّ الموت وأَلمهُ من كل مكان من أعضائه . قال إبراهيم التيمي : حتى من تحت كل شعرة من جسَده . وقيل : يأتيه الموت من قدامه ومن خلفه ، ومن فوقه ومن تحته ، وعن يمينه وعن شماله . { وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ } ، فيستريح ، قال ابن جريج : تعلق نفسه عند حنجرته فلا تخرج من فيه فيموت ، ولا ترجع إلى مكانها من جوفه فتنفعه الحياة . نظيرها { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } [ الأعلى : 13 ] . { وَمِن وَرَآئِهِ } ، أمامه ، { عَذَابٌ غَلِيظٌ } ، شديدٌ ، وقيل : العذاب الغليظ الخلود في النار .