Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 15-16)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱسْتَفْتَحُواْ } أي : استنصروا . قال ابن عباس ومقاتل : يعني الأمم ، وذلك أنهم قالوا : اللهم إن كان هؤلاء الرسل صادقين فعذِّبْنا ، نظيره قوله تعالى : { وَإِذْ قَالُواْ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الأنفال : 32 ] . وقال مجاهد وقتادة : واستفتحوا يعني الرسل وذلك أنهم لما يئسوا من إيمان قومهم استنصروا الله ودعوا على قومهم بالعذاب ، كما قال نوح عليه السلام : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] وقال موسى عليه السلام : { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَٰلِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } [ يونس : 88 ] . { وَخَابَ } ، وخسر . وقيل : هلك ، { كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } والجبَّار : الذي لا يرى فوقه أحداً . والجبرية : طلب العلو بما لا غاية وراءه . وهذا الوصف لا يكون إلا لله عزّ وجلّ . وقيل : الجبار : الذي يجبر الخلق على مرادِه ، والعنيد : المعاند للحق ومجانبه . قاله مجاهد . وعن ابن عباس رضي الله عنهما ـ : هو المعرض عن الحق . وقال مقاتل : هو المتكبر . وقال قتادة : " العنيدُ " : الذي أبى أن يقول لا إله إلا الله . { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ } أي : أمامه ، كقوله تعالى : { وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ } [ الكهف : 79 ] أي : أمامهم . قال أبو عبيدة : هو من الأضداد . وقال الأخفش : هو كما يقال هذا الأمر من ورائكَ يريد أنه سيأتيك ، وأنا من وراء فلان يعني أصل إليه . وقال مقاتل : " من ورائه جهنم " أي : بعده . { وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } أي : من ماءٍ هو صديدٌ ، وهو ما يسيل من أبدان الكفار من القَيْح والدم . وقال محمد بن كعب : ما يسيل من فُروج الزُّناةِ ، يُسْقَاه الكافر .