Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 22-22)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ } ، يعني : إبليس ، { لَمَّا قُضِىَ ٱلأَمْرُ } ، أي : فرغ منه فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار . قال مقاتل : يوضع له منبر في النار ، فيرقاه فيجتمع عليه الكفار بللائمة فيقول لهم : { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ } ، فوفى لكم به ، { وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ } ، وقيل : يقول لهم : قلتُ لكم لا بعثَ ولا جنة ولا نار . { وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَـٰنٍ } ، وِلاية . وقيل : لم آتكم بحجة فيما دعوتكم إليه ، { إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ } ، هذا استثناء منقطعٌ معناه : لكن { دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } ، بإجابتي ومتابعتي من غير سلطان ولا برهان ، { مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ } ، بمُغيثِكم ، { وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ } ، بمغيثيَّ . قرأ الأعمش وحمزة { بمصرخي } بكسر الياء ، والآخرون بالنصب لأجل التضعيف ، ومن كسر فلالتقاءِ الساكنين ، حرِّكت إلى الكسر ، لأن الياء أخت الكسرة ، وأهل النحو لم يرضوه ، وقيل : إنه لغة بني يربوع . والأصل { بمصرخيني } فذهبت النون لأجل الإِضافة ، وأُدغمت ياء الجماعة في ياء الإِضافة . { إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ } أي : كفرت بجعلكُم إياي شريكاً في عبادته وتبرأت من ذلك . { إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، الكافرين ، { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } . أخبرنا محمد بن عبدالله بن أبي توبة ، أنبأنا محمد بن أحمد الحارث ، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أنبأنا عبدالله بن محمود ، حدثنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ، حدثنا عبدالله بن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، أخبرني عبدالرحمن بن زيادة ، عن دخين الحجري ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ذكر الحديث ثم قال : " يقول عيسى عليه السلام ذلكم النبي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم فيثور من مجلسي من أطيب ريح شمَّها أحدٌ ، حتى آتي ربي عزّ وجلّ فيشفِّعني ويجعل لي نوراً من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكفار : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا ؟ فيقولون : ما هو غير إبليس ، هو الذي أضلَّنا ، فيأتونه فيقولون له : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا ، فإنك أنت أضللتنا . فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمَّها أحد ، ثم تعظم جهنم ويقول عند ذلك : { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ } " ، الآية .