Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 41-44)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } ، الله تعالى ، { هَذَا صِرَٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ } ، قال الحسن : معناه صراط إلي مستقيم . وقال مجاهد : الحق يرجع إلى الله تعالى ، وعليه طريقه ، ولا يعوج عليه شيء . وقالَ الأخفش : يعني عليَّ الدلالة على الصراط المستقيم . قال الكسائي : هذا على التهديد والوعيد كما يقول الرجل لمن يخاصمه : طريقك عليَّ ، أي : لا تفلت مني ، كما قال عزّ وجلّ : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] . وقيل : معناه على استقامته بالبيان والبرهان والتوفيق والهداية . وقرأ ابن سيرين ، وقتادة ويعقوب : عَلِيٌّ ، من العُلُوّ أي : رفيع ، وعبَّر بعضهم عنه : رفيع أن يُنال ، مستقيم أن يُمال . { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } ، أي : قوة . قال أهل المعاني : يعني على قلوبهم . وسُئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية فقال : معناه ليس لك عليهم سلطان تلقيهم في ذنب يضيق عنه عفوي ، وهؤلاء ثنية الله الذين هداهم واجتباهم . { إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } . { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } ، يعني موعد إبليس ومن تبعه . { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } ، أطباق . قال علي رضي الله عنه : تدرون كيف أبواب النار ؟ هكذا ، ووضع شعبة إحدى يديه على الأخرى ، أي : سبعة أطباق بعضها فوق بعض وإن الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض . قال ابن جريج : النار سبع دَرَكاتٍ : أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية . { لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } ، أي : لكل دركةٍ قومٌ يسكنونها . وقال الضحاك : في الدركة الأولى أهل التوحيد الذين أدخلوا النار ، يعذَّبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون ، وفي الثانية النصارى ، وفي الثالثة اليهود ، وفي الرابعة الصابئون ، وفي الخامسة المجوس ، وفي السادسة أهل الشرك ، وفي السابعة المنافقون ، فذلك قوله تعالى : { إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ فِى ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } [ النساء : 145 ] . وروي عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لجهنّم سبعة أبواب باب منها لمن سلَّ السيف على أمتي أو قال على أمة محمد " .