Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 4-9)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } ، أي : من أهل قرية ، { إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } ، أي : أجل مضروب لا يتقدم عليه ، ولا يأتيهم العذاب حتى يبلغوه ، ولا يتأخر عنهم . { مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } " من " صلة ، { وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ } ، أي : الموت لا يتقدم ولا يتأخر ، وقيل : العذاب المضروب . { وَقَالُواْ } يعني : مشركي مكة ، { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِى نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } ، أي : القرآن وأرادوا به محمداً صلى الله عليه وسلم ، { إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ } ، وذكروا تنزيل الذكر على سبيل الاستهزاء . { لَّوْمَا } ، هلا { تَأْتِينَا بِٱلْمَلَـٰئِكَةِ } ، شاهدين لك بالصدق على ما تقول ، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } ، إنك نبي . { مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ } ، قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر بنونين " الملائكة " نصب ، وقرأ أبو بكر بالتاء وضمها وفتح الزاي " الملائكة " رفع وقرأ الباقون بالتاء وفتحها وفتح الزاي " الملائكة " رفع . { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } أي : بالعذاب ولو نزلت يعني الملائكة لعجلوا بالعذاب ، { وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ } أي : مؤخِّرين ، وقد كان الكفار يطلبون إنزال الملائكة عياناً فأجابهم الله تعالى بهذا . ومعناه : أنهم لو نزلوا عياناً لزال عن الكفار الإِمهال وعُذِّبوا في الحال . { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ } ، يعني القرآن ، { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ } ، أي : نحفظ القرآن من الشياطين أن يزيدوا فيه ، أو ينقصوا منه ، أو يبدِّلوا ، قال الله تعالى : { لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ } [ فصلت : 42 ] والباطل : هو إبليس ، لا يقدر أن يزيد فيه ما ليس منه ولا أن ينقص منه ما هو منه . وقيل : الهاء في { لَهُ } راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم أي : إنا لمحمد لحافظون ممن أراده بسوء كما قال جلّ ذكره : { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ المائدة : 67 ] .