Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 79-84)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } ، بالعذاب ، وذلك أن الله سلط عليهم الحرَّ سبعة أيام فبعث سحابة فالتجؤوا إليها يلتمسون الروح ، فبعث عليهم منها ناراً فأحرقتهم ، فذلك قوله تعالى : { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } [ الشعراء : 189 ] . { وَإِنَّهُمَا } يعني مدينتي قوم لوط وأصحاب الأيكة { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } ، بطريق واضح مستبين . قوله تعالى : { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ ٱلْحِجْرِ } ، وهي مدينة ثمود قوم صالح ، وهي بين المدينة والشام ، { ٱلْمُرْسَلِينَ } ، أراد صالحاً وحده . { وَءَاتَيْنَـٰهُمْ ءَايَـٰتِنَا } ، يعني : الناقة وولدها والبئر ، فالآيات في الناقة ؛ خروجها من الصخرة ، وكبرها ، وقرب ولادها ، وغزارة لبنها ، { فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } . { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً ءَامِنِينَ } ، من الخراب ووقع الجبل عليهم . { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } ، يعني : صيحة العذاب ، { مُّصْبِحِينَ } ، أي : داخلين في وقت الصبح . { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } ، من الشرك والأعمال الخبيثة . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن أبي توبة ، أنبأنا محمد بن أحمد بن الحارث ، أخبرنا محمد ابن يعقوب الكسائي ، حدثنا عبدالله بن محمود ، أنبأنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ، حدثنا عبدالله بن المبارك عن معمر ، عن الزهري ، أخبرنا سالم بن عبدالله ، عن أبيه ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما مر بالحجر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم " ، قال : وتقنَّع بردائه وهو على الرَّحْل " . وقال عبد الرزاق عن معمر : " ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي " .