Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 85-87)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ } ، يعني : القيامة { لآتِيَةٌ } ، يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } ، فأعرضْ عنهم واعفُ عفواً حسناً ، نسختها آية القتال . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْخَلَّـٰقُ ٱلْعَلِيمُ } بخلقه . قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَـٰكَ سَبْعاً مِّنَ ٱلْمَثَانِى } ، قال عمر وعلي : هي فاتحة الكتاب . وهو قول قتادة وعطاء والحسن وسعيد بن جبير . أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا آدم ، حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم " . وعن ابن مسعود قال : السبع المثاني : هي فاتحة الكتاب ، والقرآن العظيم : هو سائر القرآن . واختلفوا في أن الفاتحة لمَ سميت مثاني ؟ فقال ابن عباس والحسن وقتادة : لأنها تُثنّى في الصلاة ، فتقرأ في كل ركعة . وقيل : لأنها مقسومة بين الله وبين العبد نصفين ، نصفها ثناء ونصفها دعاء ، كما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل : " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين " وقال الحسين بن الفضل : سميت مثاني لأنها نزلت مرتين ، مرة بمكة ، ومرة بالمدينة ، كل مرة معها سبعون ألف ملك . وقال مجاهد : سميت مثاني لأن الله تعالى استثناها وادخرها لهذه الأمة فما أعطاها غيرهم . وقال أو زيد البلخي : سميت مثاني لأنها تُثْنِي أهل الشر عن الفسق ، من قول العرب : ثنيت عناني . وقيل : لأن أولها ثناء . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن السبع المثاني هي السبع الطوال ، أولها سورة البقرة ، وآخرها الأنفال مع التوبة . وقال بعضهم : سورة يونس بدل الأنفال . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أنا أبو إسحاق الثعلبي ، حدثنا أبو محمد الحسن ابن أحمد المخلدي أخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد وعبدالله بن محمد بن مسلم قالا : أنبأنا هلال بن العلاء ، حدثنا حجاج ابن محمد عن أيوب بن عتبة ، عن يحيى بن كثير ، عن شداد بن عبدالله ، عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى أعطاني السبع الطوال مكان التوراة ، وأعطاني المِئِين مكان الإِنجيل وأعطاني مكان الزبور المثاني ، وفضلني ربي بالمفصل " وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أوتي النبي صلى الله عليه وسلم السبع الطوال ، وأعطي موسى ستاً فلما ألقى الألواح رفع ثنتان وبقي أربع . قال ابن عباس : وإنما سميت السبع الطوال مثاني لأن الفرائض والحدود والأمثال والخَبَر والعبر ثنيت فيها . وقال طاووس : القرآن كله مثاني قال الله تعالى : { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰباً مُّتَشَـٰبِهاً مَّثَانِىَ } [ الزمر : 23 ] . وسمي القرآن مثاني لأن الأنباء والقصص ثنيت فيه . وعلى هذا القول : المراد بالسبع سبعة أسباع القرآن ، فيكون تقديره على هذا : وهي القرآن العظيم . وقيل : الواو مقحمة ، مجازه : ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم .