Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 63-66)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } كما أرسلنا إلى هذه الأمة ، { فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـانُ أَعْمَالَهُمْ } ، الخبيثة ، { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ } ، ناصرهم ، { ٱلْيَوْمَ } ، وقرينهم ، سمَّاه ولياً لهم ، لطاعتهم إيّاه ، { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، في الآخرة . { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبِ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } من الدين والأحكام ، { وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، أي : ما أنزلنا عليك الكتاب إلا بياناً وهدىً ورحمة ، فالهدى والرحمة عطف على قوله : " لتبين " . { وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً } يعني : المطر : { فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ } ، بالنبات ، { بَعْدَ مَوْتِهَآ } ، يبوستها ، { إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } ، سمع القلوب لا سمع الأذان . { وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلأَنْعَـٰمِ لَعِبْرَةً } ، لعظة ، { نُّسْقِيكُم } ، بفتح النون هاهنا وفي المؤمنين ، قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب والباقون بضمها وهما لغتان . { مِّمَّا فِى بُطُونِهِ } ، قال الفراء : رد الكناية إلى النَّعَم ، والنَّعَمُ والأنعامُ واحد . ولفظ النَّعم مذكر ، قال أبو عبيدة ، والأخفش : النَّعم يذكر ويؤنث فمن أنَّث فلمعنى الجمع ، ومن ذكَّر فلحكم اللفظ . قال الكسائي : ردَّه إلى ما يعني في بطون ما ذكرنا . وقال المؤرّج . الكناية مردودة إلى البعض والجزء ، كأنه قال : نسقيكم مما في بطونه اللبن ، إذ ليس لكلها لَبَن ، واللَّبن فيه مضمرٌ . { مِن بَيْنِ فَرْثٍ } ، وهو ما في الكرش من الثقل ، فإذا خرج منه لا يُسمى فرثاً ، { وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا } ، من الدم والفرث ليس عليه لون دم ولا رائحة فرث . { سَآئِغًا لِّلشَّارِبِينَ } ، هنيئاً يجري على السهولة في الحلق . وقيل : إنه لم يغصَّ أحدٌ باللبن قَط . قال ابن عباس : إذا أكلتِ الدابَّةُ العلفَ واستقرَّ في كرشها وطحنته فكان أسفله فرثاً ، وأوسطه اللبن ، وأعلاه الدم ، والكَبِدُ مسلَّطة عليها ، تقسها بتقدير الله تعالى ، فيجري الدم في العروق ، واللبن في الضرع ، ويبقى الفرث كما هو .