Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 37-37)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأَرْضِ مَرَحًا } ، أي بطراً وكبراً وخيلاء ، وهو تفسير المشي ، فلذلك أخرجه على المصدر ، { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } أي : لن تقطعها بكبرك حتى تبلغ آخرها ، { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } أي : لا تقدر أن تطاول الجبال وتساويها بكبرك . معناه أن الإِنسان لا ينال بكبره وبطره شيئاً ، كمن يريد خرق الأرض ومطاولة الجبال لا يحصل على شيء . وقيل : ذكر ذلك لأن من مشى مختالاً يمشي مرة على عقبيه ومرة على صدور قدميه ، فقيل له : إنك لن تنقب الأرض إن مشيت على عقبيك ، ولن تبلغ الجبال طولاً إن مشيت على صدور قدميك . أخبرنا أبو محمد عبدالله بن عبدالصمد الجوزجاني ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، أخبرنا الهيثم بن كليب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا سفيان ابن وكيع ، حدثنا أَبي ، عن المسعودي ، عن عثمان بن مسلم بن هُرْمُزٍ ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن علي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا مشى يتكفَّأ تكفُّؤاً ، كأنما يَنْحَطُ من صَبَبٍ " . أخبرنا أبو محمد الجرجاني ، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي ، أخبرنا الهيثم بن كُلَيب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي يونس ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " ما رأيتُ شيئاً أحسنَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنَّ الشمسَ تجري في وجهه ، وما رأيتُ أحداً أسرعَ في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرضُ تُطْوَىٰ له ، إنا لنُجْهدُ أنفسنا وإنه لَغَيْرُ مُكْتَرثٍ " .