Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 48-51)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱنظُرْ } ، يا محمد ، { كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } ، الأشباه ، فقالوا : شاعر وساحر وكاهن ومجنون ، { فَضَلُّواْ } ، فحاروا وحادوا ، { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } أي : وصولاً إلى طريق الحق . { وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰماً } بعد الموت ، { وَرُفَٰتاً } قال مجاهد : تراباً . وقيل : حطاماً . و " الرُّفات " : كل ما تكسَّر وبَلَى من كل شيء ، كالفتات والحطام . { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } . { قُلْ } لهم يا محمد : { كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً } ، في الشدة والقوة ، وليس هذا بأمر إلزام بل هو أمر تعجيز ، أي : استشعروا في قلوبكم أنكم حجارة أو حديد في القوة . { أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِى صُدُورِكُمْ } ، قيل : السماء والأرض والجبال . وقال مجاهد وعكرمة وأكثر المفسرين : إنه الموت ، فإنه ليس في نفس ابن آدم شيء أكبر من الموت ، أي : لو كنتم الموت بعينه لأُميتنَّكم ولأَبعثنَّكم . { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا } ، من يبعثنا بعد الموت ؟ { قُلِ ٱلَّذِى فَطَرَكُمْ } ، خلقكم ، { أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، ومن قدر على الإنشاء قدر على الإِعادة ، { فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ } ، أي : يحرّكونها إذا قلتَ لهم ذلك مستهزئين بها ، { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ } ، أي : البعث والقيامة ، { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا } أي : هو قريب ، لأن عسى من الله واجب ، نظيره قوله تعالى : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } [ الأحزاب : 63 ] .