Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 55-57)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، أي : ربك العالم بمن في السموات والأرض فجعلهم مختلفين في صورهم وأخلاقهم وأحوالهم ومللهم . { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ } ، قيل جعل أهل السموات والأرض مختلفين كما فضل بعض النبيين على بعض . قال قتادة في هذه الآية : اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، وكلّم موسى تكليماً ، وقال لعيسى : كن فيكون ، وآتى سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وآتى داود زَبُوراً كما قال : { وَءَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا } ، والزبور كتاب علمه الله داود ، يشتمل على مائة وخمسين سورة ، كلها دعاء وتمجيد وثناء على الله عزّ وجلّ ، وليس فيها حرام ولا حلال ولا فرائض ولا حدود . معناه : إنكم لم تنكروا تفضيل النبيين فكيف تنكرون فضل النبي صلى الله عليه وسلم وإعطاءَه القرآن ؟ وهذا خطاب مع من يقر بتفضيل الأنبياء عليهم السلام من أهل الكتاب وغيرهم . قوله عزّ وجلّ : { قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } ، وذلك أن المشركين أصابهم قحط شديد حتى أكلوا الكلاب والجِيَف ، فاستغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لهم ، قال الله تعالى : { قُلِ } للمشركين { ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } أنها آلهة { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ } ، القحط والجوع ، { عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } ، إلى غيركم ، أو تحويل الحال من العسر إلى اليسر . { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ } ، يعني الذين يدعونهم المشركون آلهة يعبدونهم . قال ابن عباس ، ومجاهد : وهم عيسى ، وأمه ، وعزير ، والملائكة ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، " يبتغون " أي يطلبون إلى ربهم " الوسيلة " ، أي القُرْبة . وقيل : الوسيلة الدرجة العليا ، أي : يتضرعون إلى الله في طلب الدرجة العليا . وقيل : الوسيلة كلُّ ما يتقرب به إلى الله تعالى . وقوله : { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } ، معناه : ينظرون أيهم أقرب إلى الله فيتوسلون به . وقال الزجَّاج : أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى الله تعالى ويتقرب إليه بالعمل الصالح ، { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ } ، جنته ، { وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } ، أي يطلب منه الحذر . وقال عبدالله بن مسعود : نزلت الآية في نفر من العرب كانوا يعبدون نفراً من الجن فأسلم الجنيّون ولم يعلم الإِنس الذين كانوا يعبدونهم بإسلامهم ، فتمسكوا بعبادتهم فعيّرهم الله وأنزل هذه الآية . وقرأ ابن مسعود { أولئك الذين تدعون } بالتاء .