Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 87-88)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } ، هذا استثناء منقطع معناه : لكن لا نشاء ذلك رحمة من ربك . { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } ، فإن قيل : كيف يذهب القرآن وهو كلام الله عزّ وجلّ ؟ قيل : المراد منه : مَحْوُه من المصاحف وإذهاب ما في الصدور . وقال عبدالله بن مسعود : اقرؤوا القرآن قبل أن يرفع ، فإنه لا تقوم الساعة حتى يرفع . قيل : هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الناس ؟ قال : يسري عليه ليلاً فيرفع ما في صدورهم ، فيصبحون لا يحفظون شيئاً ولا يجدون في المصاحف شيئاً ، ثم يفيضون في الشعر . وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث نزل ، له دَوِيٌّ حول العرش كدوي النحل ، فيقول الرب مالك وهو أعلم ؟ فيقول : يا رب أُتْلَٰى ولا يُعْمَل بي . قوله جلّ وعلا : { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } ، لا يقدرون على ذلك ، { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } ، عوناً ومظاهراً . نزلت حين قال الكفار : لو نشاء لقلنا مثل هذا فكذبهم الله تعالى . فالقرآن معجز في النظم والتأليف والإِخبار عن الغيوب ، وهو كلام في أعلى طبقات البلاغة لا يشبه كلام الخلق ، لأنه غير مخلوق ، ولو كان مخلوقاً لأتوا بمثله .