Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 94-97)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } ، جهلاً منهم ، { أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً } ، أراد : أن الكفار كانوا يقولون لن نؤمن لك لأنك بشر ، وهلا بعث الله إلينا ملكاً ؟ فأجابهم الله تعالى : { قُل لَوْ كَانَ فِى ٱلأَرْضِ مَلَـٰئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ } ، مستوطنين مقيمين ، { لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكًا رَّسُولاً } ، من جنسهم ؛ لأن القلب إلى الجنس أميل منه إلى غير الجنس . { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ } ، أني رسوله إليكم ، { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } . قوله عزّ وجلّ : { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ } ، يهدونهم ، { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } . أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي ، أخبرنا الحسن بن شجاع الصوفي المعروف بابن الموصلي ، أنبأنا أبو بكر ابن الهيثم ، حدثنا جعفر بن محمد الصائغ ، حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا سفيان عن قتادة عن أنس " أن رجلاً قال : يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الذي أمشاه على رجليه قادرعلى أن يمشيه على وجهه " . وجاء في الحديث : " إنهم يتَّقون بوجوههم كلَّ حَدَبٍ وشَوْكٍ " ، { عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا } . فإن قيل : كيف وصفهم بأنهم عميٌّ وبكم وصم . وقد قال : { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } [ الكهف : 53 ] ، وقال : { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } [ الفرقان : 13 ] ، وقال : { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } [ الفرقان : 12 ] ، أثبت الرؤية والكلام والسمع ؟ قيل : يحشرون على ما وصفهم الله ثم تعاد إليهم هذه الأشياء . وجواب آخر ، قال ابن عباس : عمياً لا يرون ما يسرهم ، بكماً ، لا ينطقون بحجة ، صماً لا يسمعون شيئاً يسرهم . وقال الحسن : هذا حين يساقون إلى الموقف إلى أن يدخلوا النار . وقال مقاتل : هذا حين يقال لهم : { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] ، فيصيرون بأجمعهم عمياً وبكماً وصماً ، لا يرون ولا ينطقون ولا يسمعون . { مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ } ، قال ابن عباس : كلما سكنت ، أي : سكن لهبها . وقال مجاهد : طفئت وقال قتادة : ضعفت وقيل : هو الهدوّ من غير أن يوجد نقصان في ألم الكفار ، لأن الله تعالى قال : { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } [ الزخرف : 75 ] ، وقيل : " كلما خبت " أي أرادت أن تخبو ، { زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } ، أي : وقوداً . وقيل : المراد من قوله { كُلَّمَا خَبَتْ } أي : نضجت جلودهم واحترقت أعيدوا فيها إلى ما كانوا عليه ، وزيد في تسعير النار لتحرقهم .