Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 75-77)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } ، يعني الخضر : { أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً } ، قيل : زاد " لك " لأنه نقض العهد مرتين . وفي القصة أن يوشع كان يقول لموسى : يانبي الله اذكر العهد الذي أنت عليه . { قَالَ } ، موسى ، { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْءٍ بَعْدَهَا } ، بعد هذه المرة ، { فَلاَ تُصَاحِبْنِى } ، وفارقني ، وقرأ يعقوب : { فلا تصحبني } بغير ألف من الصحبة . { قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّى عُذْراً } ، قرأ أبو جعفر ونافع وأبو بكر { من لدني } خفيفة النون ، وقرأ الآخرون ، بتشديدها ، قال ابن عباس : أي قد أعذرتَ فيما بيني وبينك . وقيل : قد حذرتني أني لا أستطيع معك صبراً . وقيل : واتضح لك العذر في مفارقتي . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أنبأنا عبد الغافر بن محمد ، أنبأنا محمد بن عيسى ، حدثنا إبراهيم ابن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن عبدالله القيسي ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه عن رقبة ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحمة الله علينا وعلى موسى " ، وكان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه ، " لولا أنه عجَّل لرأىٰ العجب ، ولكنه أخذته من صاحبه ذَمَامَةٌ ، قال : { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِى قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّى عُذْراً } فلو صبر لرأى العجب " . قوله عزّ وجلّ : { فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ } ، قال ابن عباس : يعني " أنطاكية " . وقال ابن سيرين : هي " الأُبُلَّة " وهي أبعد الأرض من السماء . وقيل : " برقة " . وعن أبي هريرة : بلدة بالأندلس . { ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا } . قال أُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم : " حتى إذا أتيا أهل قرية لئاماً فطافا في المجالس فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما " وروي أنهما طافا في القرية فاستطعماهم فلم يطعموهما واستضافاهم فلم يضيفوهما . قال قتادة : شر القرى التي لا تضيف الضيف . وروي عن أبي هريرة قال : أطعمتهما امرأة من أهل بربر بعد أن طلبا من الرجال فلم يطعموهما . فدعا لنسائهم ولعن رجالهم . قوله تعالى : { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } ، أي يسقط ، وهذا من مجاز كلام العرب ، لأن الجدار لا إرادة له وإنما معناه : قَرُبَ ودنا من السقوط ، كما تقول العرب : داري تنظر إلى دار فلان إذا كانت تقابلها . { فَأَقَامَهُ } ، أي سوَّاه . وروي عن أُبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم " فقال الخضر بيده فأقامه " وقال سعيد بن جبير : مسح الجدار بيده فاستقام . وروي عن ابن عباس : هدمه ثم قعد يبنيه . وقال السدي : بلَّ طيناً وجعل يبني الحائط . { قَالَ } موسى { لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب " لَتَخِذْتَ " بتخفيف التاء وكسر الخاء ، وقرأ الآخرون : " لَتَّخَذْت " بتشديد التاء وفتح الخاء ، وهما لغتان : مثل اتبع وتبع { عليه } يعني على إصلاح الجدار ، { أَجْرًا } يعني جعلاً ، معناه : إنك قد علمت أننا جياع ، وأن أهل القرية لم يطعمونا ، فلو أخذت على عملك أجراً .