Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 72-74)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } ، العالِم ، وهو الخضر ، { أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً } . { قَالَ } ، موسى ، { لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ } ، قال ابن عباس : إنه لم يَنْسَ ، ولكنه من معاريض الكلام ، فكأنه نسي شيئاً آخر . وقيل : معناه بما تركت من عهدك ، والنسيان : الترك . وقال أُبيّ ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم : " كانت الأولى من موسى نسياناً والوسطى شرطاً والثالثة عمداً " { وَلاَ تُرْهِقْنِى } ، ولا تغشني ، { مِنْ أَمْرِى عُسْراً } ، وقيل : لا تكلفني مشقة ، يقال : أرهقته عسراً ، أي كلفته ذلك ، يقول : لا تضيِّق علي أمري ، وعامِلْني باليسر ، ولا تعاملني بالعسر . { فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ } ، في القصة أنهما خرجا من البحر يمشيان ، فمرَّا بغلمانٍ يلعبون ، فأخذ الخضر غلاماً ظريفاً وضيء الوجه فأضجعه ثم ذبحه بالسكين . قال السدي : كان أحسنهم وجهاً ، وكان وجهه يتوقد حسناً . وروينا أنه أخذ برأسه فاقتلعه بيده . وروى عبدالرزاق هذا الخبر ، وأشار بأصابعه الثلاثة الإِبهام والسبابة والوسطى ، وقلع رأسه . وروي أنه رضخ رأسه بالحجارة . وقيل : ضرب رأسه بالجدار فقتله . قال ابن عباس : كان غلاماً لم يبلغ الحنث ، وهو قول الأكثرين ، قال ابن عباس : لم يكن نبي الله يقول : أقتلت نفساً زكية إلاّ وهو صبي لم يبلغ . وقال الحسن : كان رجلاً . وقال شعيب الجبائي : كان اسمه حيسور . وقال الكلبي : كان فتى يقطع ويأخذ المتاع ويلجأ إلى أبويه . وقال الضحاك : كان غلاماً يعمل بالفساد وتأذى منه أبواه . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، أنبأنا عبدالله بن مسلمة بن معتب ، حدثنا معمر بن سليمان ، عن أبيه عن رقبة بن مصقلة ، عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبيرٍ ، عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغلام الذي قتله الخضر طُبعَ كافراً ، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً " { قَالَ } ، موسى ، { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً } ، قرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وأبو عمرو : " زاكية " بالألف ، وقرأ الآخرون : " زكية " ، قال الكسائي والفراء : معناهما واحد ، مثل : القاسية والقَسِيَّة ، وقال أبو عمرو بن العلاء : " الزاكية " : التي لم تذنب قط ، و " الزكية " التي أذنبت ثم تابت . { بِغَيْرِ نَفْسٍ } ، أي : لم تقتل نفساً بشيء وجب به عليها القتل . { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } ، أي : منكراً . قال قتادة : النكر أعظم من الإِمْرِ ، لأنه حقيقة الهلاك ، وفي خرق السفينة كان خوف الهلاك . وقيل : الإِمر : أعظم ، لأنه كان فيه تغريق جمع كثير . قرأ نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر هاهنا { نكراً } وفي سورة الطلاق بضم الكاف ، والآخرون بسكونها .