Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 60-62)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً } . { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ } ، ولم يروها ، { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } ، يعني : آتياً ، مفعول بمعنى فاعل . وقيل : لم يقل آتياً لأن كل من أتاك فقد أتيته ، والعرب لا تفرق بين قول القائل : أتت عليّ خمسون سنة وبين قوله : أتيت على خمسين سنة ، ويقول : وصل إليَّ الخير ووصلت إلى الخير . وقال ابن جرير : " وعده " أي : موعده ، وهو الجنة ، " مأتياً " يأتيه أولياؤه أهل الجنة ، وأهل طاعته . { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا } ، في الجنة { لَغْواً } ، باطلاً وفحشاً وفضولاً من الكلام . وقال مقاتل : هو اليمين الكاذبة . { إِلاَّ سَلَـٰماً } ، استثناءٌ من غير جنسه ، يعني : بل يسمعون فيها سلاماً . أي : قولاً يسلمون منه ، " والسلام " اسم جامع للخير ، لأنه يتضمن السلامة . معناه : إن أهل الجنة لا يسمعون ما يؤثمهم ، إنما يسمعون ما يسلمهم . وقيل : هو تسليم بعضهم على بعض ، وتسليم الملائكة عليهم . وقيل : هو تسليم الله عليهم . { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } ، قال أهل التفسير : ليس في الجنة ليل يعرف به البكرة والعشي ، بل هم في نور أبداً ، ولكنهم يأتون بأرزاقهم على مقدار طرفي النهار . وقيل : إنهم يعرفون وقت النهار برفع الحجب ، ووقت الليل بإرخاء الحجب . وقيل : المراد منه رفاهية العيش ، وسعة الرزق من غير تضييق . وكان الحسن البصري يقول : كانت العرب لا تعرف من العيش أفضل من الرزق بالبكرة والعشي ، فوصف الله عزّ وجلّ جنته بذلك .