Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 63-65)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا } أي : نعطي وننزل . وقيل : يورث عباده المؤمنين المساكن التي كانت لأهل النار لو آمنوا ، { مَن كَانَ تَقِيّاً } ، أي : المتقين من عباده . قوله عزّ وجلّ : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } ، أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا خلاد بن يحيـى ، أخبرنا عمر بن ذر قال : سمعت أبي يحدِّث عن سعيد بن جبير ، " عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا » فنزلت : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا } " الآية : قال : كان هذا الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم . وقال عكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، ومقاتل ، والكلبي : " احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله قومه عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح ، فقال أخبركم غداً ، ولم يقل : إن شاء الله ، حتى شقَّ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نزل بعد أيام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك » ، فقال له جبريل : إني كنت أَشْوَق ، ولكني عبد مأمور ، إذا بُعثت نزلت ، وإذا حُبست احتبست ، فأنزل الله { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ } " وأنزل : " والضحى والليل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى " . { لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } ، أي : له علم ما بين أيدينا . واختلفوا فيه : فقال سعيد بن جبير ، وقتادة ، ومقاتل : { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } : من أمر الآخرة والثواب والعقاب ، { وَمَا خَلْفَنَا } : ما مضى من الدنيا { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } : ما يكون من هذا الوقت إلى قيام الساعة . وقيل : { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } : ما بقي من الدنيا ، { وَمَا خَلْفَنَا } : ما مضى منها ، { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } : أي : ما بين النفختين ، وبينهما أربعون سنة . وقيل : { ما بين أيدينا } ما بقي من الدنيا ، { وَمَا خَلْفَنَا } : ما مضى منها ، { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } : مدة الحياة . وقيل : { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } : بعد أن نموت ، { وَمَا خَلْفَنَا } : قبل أن نخلق ، { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } : مدة الحياة . وقيل : { مَا بَيْنَ أَيْدِينَا } : الأرض إذا أردنا النزول إليها ، { وَمَا خَلْفَنَا } : السماء إذا نزلنا منها ، { وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ } : الهواء يريد : أن ذلك كله لله عزّ وجلّ ، فلا نقدر على شيء إلاّ بأمره . { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } ، أي : ناسياً ، يقول : ما نسيك ربك ، أي : ما تركك ، والناسي التارك . { رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ } ، أي : اصبر على أمره ونهيه ، { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : مِثْلاً . وقال الكلبي : هل تعلم أحداً يُسمىٰ " اللهُ " غيره ؟