Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 91-96)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَن دَعَوْا } ، أي من أجل أن جعلوا { لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً } ، قال ابن عباس وكعب : فزعت السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين ، وكادت أن تزول وغضبت الملائكة ، واستعرت جهنم حين قالوا : اتخذ الله ولداً . ثم نفى الله عن نفسه الولد فقال : { وَمَا يَنبَغِى لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } ، أي ما يليق به اتخاذ الولد ولا يوصف به . { إِن كُلُّ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِلاَّ ءَاتِى ٱلرَّحْمَـٰنِ } ، أي إلا آتيه يوم القيامة ، { عَبْداً } ذليلاً خاضعاً يعني : أن الخلق كلهم عبيده . { لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً } ، أي : عدَّ أنفاسهم وأيامهم وآثارهم ، فلا يخفىٰ عليه شيء . { وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْداً } ، وحيداً ليس معه من الدنيا شيء . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } أي : محبة . قال مجاهد : يحبهم الله ويحبِّبُهم إلى عباده المؤمنين . أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب ، عن مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا أحب الله العبد قال لجبرائيل : قد أحببتُ فلاناً فأحبَّهُ ، فيحبه جبرائيل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله عزّ وجلّ قد أحب فلاناً فأَحِبُّوه ، فيحبُّه أهل السماء ثم يُوْضَعُ له القَبُول في الأرض ، وإذا أبغض الله العبد " . قال مالك : لا أحسبه إلاَّ قال في البغض مثل ذلك . قال هرم بن حيان : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عزّ وجلّ إلاَّ أقبل الله بقلوب أهل الإِيمان إليه حتى يرزقه مودتهم .