Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 11-13)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا قِيلَ } قرأ الكسائي : « قيل » و « غيض » و « جيء » و « حيل » و « سيق » و « سيئت » بروم أوائلهن الضم - ووافق ابن عامر في « سيق » و « حيل » و « سيىء » و « سيئت » - ووافق أهل المدينة في : سيء وسيئت لأن أصلها قول بضم القاف وكسر الواو ، مثل قتل وكذل في أخواته ، فأشير إلى الضمة لتكون دالة على الواو المنقلبة وقرأ الباقون بكسر أوائلهن ، استثقلوا الحركة على الواو فنقلوا كسرتها إلى فاء الفعل وانقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } يعني للمنافقين ، وقيل : لليهود أي : قال لهم المؤمنون { لاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ } بالكفر وتعويق الناس عن الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . وقيل معناه لا تكفروا ، والكفر أشد فساداً في الدين { قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } يقولون هذا القول كذباً كقولهم آمنا وهم كاذبون { أَلآ } كلمة تنبيه ينبه بها المخاطب { إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ } أنفسهم بالكفر والناس بالتعويق عن الإيمان { وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } أي : لا يعلمون أنهم مفسدون لأنهم يظنون أن الذي هم عليه من إبطان الكفر صلاح . وقيل : لا يعلمون ما أعدّ الله لهم من العذاب . { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } أي للمنافققين وقيل لليهود { ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ } عبد الله بن سلام وغيره من مؤمني أهل الكتاب ، وقيل كما آمن المهاجرون والأنصار { قَالُوۤاْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ٱلسُّفَهَآءُ } أي الجهال فإن قيل كيف يصح النفاق مع المجاهرة بقولهم : أنؤمن كما آمن السفهاء قيل أنهم كانوا يظهرون هذا القول فيما بينهم لا عند المؤمنين . فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بذلك فرد اللَّه عليهم فقال : { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَـٰكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } أنهم كذلك فالسفيه خفيف العقل رقيق الحلم من قولهم : ثوب سفيه أي رقيق وقيل السفيه الكذاب الذي يتعمد الكذب بخلاف ما يعلم . قرأ أهل الكوفة والشام ( السفهاء ألا ) بتحقيق الهمزتين وكذلك كل همزتين وقعتا في كلمتين اتفقتا أو اختلفتا والآخرون يحققون الأولى ويلينون الثانية في المختلفتين طلباً للخفة فإن كانتا متفقتين مثل : هؤلاء ، وأولياء ، وأولئك ، وجاء أمر ربك - قرأها أبو عمرو والبزي عن ابن كثير بهمزة واحدة ، وقرأ أبو جعفر وورش والقواش ويعقوب بتحقيق الأولىٰ وتليين الثانية ، وقرأ قالون بتخفيف الأولى وتحقيق الثانية لأن ما يستأنف أولى بالهمزة مما يسكت عليه .