Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 80-83)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُواْ } يعني اليهود { لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ } لن تصيبنا النار { إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً } قدراً مقدَّراً ثم يزول عنا العذاب ويعقبه النعيم واختلفوا في هذه الأيام ، فقال ابن عباس ومجاهد : كانت اليهود يقولون : هذه الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما نُعَذَّب بكل ألف سنة يوماً واحداً ثم ينقطع العذاب بعد سبعة أيام . وقال قتادة وعطاء : يعنون أربعين يوماً التي عبد فيها آباؤهم العجل ، وقال الحسن وأبو العالية : قالت اليهود : إن ربنا عتب علينا في أمرٍ ، فأقسم ليعذبنا أربعين يوماً فلن تمسنا النار إلا أربعين يوماً تحلة القسم ، فقال الله عز وجل تكذيباً لهم : { قُلْ } يا محمد { أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ } أَلِفُ استفهام دخلت على ألف الوصل ، عند الله { عَهْدًا } ؟ مَوْثِقَاً أن لا يعذبكم إلا هذه المدة { فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ } ووعده وقال ابن مسعود : عهداً بالتوحيد ، يدل عليه قوله تعالىٰ : { إِلاَّ مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ عَهْداً } [ مريم : 87 ] يعني : قول لا إلٰه إلا الله { أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ثم قال { بَلَىٰ } وبل وبلى : حرفا استدراك ومعناهما نفي الخبر الماضي وإثبات الخبر المستقبل { مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } يعني الشرك { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ } قرأ أهل المدينة خطيئاته بالجمع ، والإِحاطة الإِحداق بالشيء من جميع نواحيه ، قال ابن عباس وعطاء والضحاك وأبو العالية والربيع وجماعة : هو الشرك يموت عليه ، وقيل : السيئة الكبيرة . والاحاطة به أن يصر عليها فيموت غير تائب ، قاله عكرمة والربيع بن خيثم وقال مجاهد : هي الذنوب تحيط بالقلب ، كلما أذنب ذنباً ارتفعت حتى تغشى القلب وهي الرين . قال الكلبي : أَوْبَقَتْهُ ذنوبه ، دليله قوله تعالىٰ : { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } [ يوسف : 66 ] أي تهلكوا { فَأُوْلَـٰۤئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ * وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . قوله تعالىٰ : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } في التوراة ، والميثاق العهد الشديد { لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ } قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ( لا يعبْدون ) بالياء وقرأ الآخرون بالتاء لقوله تعالىٰ : « وقولوا للناس حسناً » معناه أن ألا تعبدوا فّلما حذف أن صار الفعل مرفوعاً ، وقرأ أبيّ بن كعب : لا تعبدوا إلا الله على النهي { وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَانًا } أي ووصيناهم بالوالدين إحساناً ، براً بهما وعطفاً عليهما ونزولاً عند أمرهما ، فيما لا يخالف أمر الله تعالىٰ ، { وَذِى ٱلْقُرْبَىٰ } أي وبذي القرابة والقربى مصدر كالحسنى { وَالْيَتَـٰمَىٰ } جمع يتيم وهو الطفل الذي لا أب له { وَٱلْمَسَـٰكِينِ } يعني الفقراء { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا } صدقاً وحقاً في شأن محمد صلى الله عليه وسلم فمن سألكم عنه فاصدقوه وبَيِّنُوا صفته لا تكتموا أمره ، هذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير ابن جريج ومقاتل ، وقال سفيان الثوري : مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر ، وقيل : هو اللين في القول والمعاشرة بحسن الخلق . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب : حَسَناً بفتح الحاء والسين أي قولاً حسَناً { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } أعرضتم عن العهد والميثاق { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ } وذلك أن قوماً منهم آمنوا { وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ } كإعراض آبائكم .