Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 106-109)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَيَذَرُهَا } ، أي : فيدع أماكن الجبال من الأرض ، { قَاعاً صَفْصَفاً } ، أي : أرضاً ملساء مستوية لا نبات فيها ، و " القاع " ما انبسط من الأرض و " الصفصف " : الأملس . { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } ، قال مجاهد : انخفاضاً وارتفاعاً . وقال الحسن : " العِوَجُ " : ما انخفض من الأرض ، و " الأَمْتُ " : ما نشز من الروابي ، أي : لا ترى وادياً ولا رابية . قال قتادة : لا ترى فيها صدعاً ولا أكمة . { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِىَ } ، أي صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف القيامة ، وهو إسرافيل ، وذلك أنه يضع الصور في فيه ، ويقول : أيتها العظام البالية والجلود المتمزقة واللحوم المتفرقة هلمُّوا إلى عرض الرحمن . { لاَ عِوَجَ لَهُ } ، أي : لدعائه ، وهو من المقلوب ، أي : لا عوج لهم عن دعاء الداعي ، لا يزيغون عنه يميناً وشمالاً ، ولا يقدرون عليه بل يتبعونه سراعاً . { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } ، أي : سكنت وذلت وخضعت ، ووصف الأصوات بالخشوع والمراد أهلها ، { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } ، يعني صوت وطء الأقدام إلى المحشر ، و " الهمس " : الصوت الخفي كصوت اخفاف الإِبل في المشي . وقال مجاهد : هو تخافت الكلام وخفض الصوت . وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : تحريك الشفاه من غير نطق . { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ } ، يعني : لا تنفع الشفاعة أحداً من الناس ، { إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ } ، يعني إلا من أذن له أن يشفع ، { وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً } ، يعني : ورضي قوله ، قال ابن عباس : يعني : قال لا إله إلا الله ، فهذا يدل على أنه لا يشفع غير المؤمن .