Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 16-18)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا } ، فلا يصرفنك عن الإِيمان بالساعة ، { مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } ، مراده خالف أمر الله { فَتَرْدَىٰ } ، أي : فتهلك . قوله عزّ وجلّ : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ } ، سؤال تقرير ، والحكمة في هذا السؤال : تنبيهه وتوقيفه على أنها عصا حتى إذا قلَبها حيةً علم أنه معجزة عظيمة . وهذا على عادة العرب ، يقول الرجل لغيره : هل تعرف هذا ؟ وهو لا يشك أنه يعرفه ، ويريد أن ينضم إقراره بلسانه إلى معرفته بقلبه . { قَالَ هِىَ عَصَاىَ } ، قيل : وكانت لها شعبتان ، وفي أسفلها سنان ، ولها محجن ، قال مقاتل : اسمها نبعة . { أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا } : اعتمد عليها إذا مشيت وإذا أعييت وعند الوثبة ، { وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِى } ، أضرب بها الشجرة اليابسة ليسقط ورقها فترعاه الغنم . وقرأ عكرمة { وأهس } بالسين غير المعجمة ، أي : أزجرُ بها الغنم ، و " الهَسُّ " : زجر الغنم . { وَلِىَ فِيهَا مَأَرِبُ أُخْرَىٰ } ، حاجات ومنافع أخرى ، جمع " مأربة " بفتح الراء وضمها ، ولم يقل { أُخر } لرؤوس الآي . وأراد بالمآرب : ما يستعمل فيه العصا في السفر ، وكان يحمل بها الزاد ويشدُّ بها الحبل فيستقي الماء من البئر ، ويقتل بها الحيات ، ويحارب بها السّباع ، ويستظلُّ بها إذا قعد وغير ذلك . وروي عن ابن عباس : أن موسى كان يحمل عليها زاده وسقاءه ، فجعلت متماشيه وتحدّثه ، وكان يضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل يومَهُ ، ويركزها فيخرج الماء ، فإذا رفعها ذهب الماء ، وإذا اشتهى ثمرة ركزها فتغصنت غصن الشجرة وأورقت وأثمرت ، وإذا أراد الاستقاء من البئر أدلاها فطالت على طول البئر وصارت شعبتاها كالدلو حتى يستقي ، وكانت تضيء بالليل بمنزلة السراج ، وإذا ظهر له عدو كانت تحارب وتناضل عنه .