Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 21-25)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ خُذْهَا } ، بيمينك ، { وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا ٱلأُولَىٰ } ، هيئتها الأولى ، أي : نَرُدُّها عصاً كما كانت ، وكان على موسى مدرعة من صوف قد خلَّها بعِيْدَانٍ ، فلما قال الله تعالى : خذها ، لَفَّ طرف المدرعة على يده ، فأمره الله تعالى أن يكشف يده فكشف . وذكر بعضهم : أنَّه لمّا لفّ كم المدرعة على يده قال له مَلَكٌ : أرأيت لو أذن الله بما تحاذره أكانت المدرعة تغني عنك . شيئاً ؟ قال : لا ، ولكنى ضعيف ، ومن ضعفٍ خُلِقْتُ ، فكشف عن يده ثم وضعها في فم الحية فإذا هي عصا كما كانت ، ويده في شعبتها في الموضع الذي كان يضعها إذا توكأ . قال المفسرون : أراد الله عزّ وجلّ أن يُري موسى ما أعطاه من الآية التي لا يقدر عليها مخلوق لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون . وقوله : { سيرتَها الأولى } نصب بحذف " إلى " يريد : إلى سيرتها الأولى . قوله تعالى : { وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ } أي : إبطك ، قال مجاهد : تحت عضدك ، وجناح الإِنسان عضده إلى أصل إبطه ، { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ } ، نيرة مشرقة ، { مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } ، من غير عيب والسوء هاهنا بمعنى البَرَص . قال ابن عباس : كان ليده نور ساطع يضيء بالليل والنهار كضوء الشمس والقمر ، { ءَايَةً أُخْرَىٰ } ، أي : دلالة أخرى على صدقك سوى العصا . { لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايَـٰتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ } ، ولم يقل الكُبَر لرؤوس الآي . وقيل : فيه إضمار ، معناه : لنريك من آياتنا الكبرى ، دليله قول ابن عباس : كانت يد موسى أكبر آياته . قال تعالى : { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } ، أي : جوز الحدّ في العصيان والتمرد ، فادعه إلى عبادتي . { قَالَ } ، موسى : { رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } ، وسِّعْه للحقِّ ، قال ابن عباس : يريد حتى لا أخاف غيرك ، وذلك أن موسى كان يخاف فرعون خوفاً شديداً لشدة شوكته وكثرة جنوده ، وكان يضيق صدراً بما كُلّف من مقاومة فرعون وحده ، فسأل الله أن يوسع قلبه للحق حتى يعلم أن أحداً لا يقدر على مضرّته إلا بإذن الله ، وإذا علم ذلك لم يَخَفْ فرعونَ وشدَّةَ شوكته وكثرة جنوده .