Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 33-39)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً } ، قال الكلبي : نصلي لك كثيراً . { وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً } ، نحمدك ونثني عليك بما أوليتنا من نعمك . { إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً } ، خبيراً عليماً . { قَالَ } ، الله تعالى : { قَدْ أُوتِيتَ } ، أعطيتَ ، { سُؤْلَكَ } ، جميع ما سألته ، { يَٰمُوسَىٰ } . { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ } ، أنعمنا عليك ، { مَرَّةً أُخْرَىٰ } ، يعني قبل هذه المرة وهي : { إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّكَ } ، وحي إلهام ، { مَا يُوحَىٰ } ، ما يلهم . ثم فسر ذلك الإِلهام وعدد نعمه عليه : { أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِى ٱلتَّابُوتِ } : أي : ألهمناها أنِ اجعليه في التابوت ، { فَٱقْذِفِيهِ فِى ٱلْيَمِّ } ، يعني نهر النيل ، { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ } ، يعني شاطىء النهر ، لفظه أمرٌ ومعناه خبر ، مجازه : حتى يلقيه اليم بالساحل ، { يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّى وَعَدُوٌّ لَّهُ } ، يعني فرعون . فاتخذت تابوتاً وجعلت فيه قطناً محلوجاً ووضعت فيه موسى ، وقيَّرت رأسه وخصاصه يعني شقوقه ثم ألقته في النيل ، وكان يشرع منه نهر كبير في دار فرعون ، فبينما فرعون جالس على رأس البركة مع امرأته آسية إذ بتابوت يجيىء به الماء فأمر الغلمان والجواري بإخراجه ، فأخرجوه وفتحوا رأسه فإذا صبي من أصبح الناس وجهاً ، فلما رآه فرعون أحبَّه بحيث لم يتمالك ، فذلك قوله تعالى : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّى } ، قال ابن عباس : أحبه وحبَّبَه إلى خلقه . قال عكرمة : ما رآه أحد إلا أحبه . قال قتادة : ملاحة كانت في عيني موسى ، ما رآه أحد إلاَّ عشقه . { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِىۤ } ، يعني لتُربّى بمرآي ومنظرٍ مني ، قرأ أبو جعفر { ولتصنع } بالجزم .