Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 64-67)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ } ، قرأ أبو عمرو : { فٱجْمَعُوا } بوصل الألف وفتح الميم ، من الجمع ، أي لا تَدَعوا شيئاً من كيدكم إلا جئتم به ، بدليل قوله : " فجمع كيده " ، وقرأ الآخرون بقطع الألف وكسر الميم فقد قيل : معناه الجمع أيضاً ، تقول العرب : أجمعتُ الشيء وجمعتُه بمعنىً واحد . والصحيح أن معناه العزم والإِحكام ، أي : اعزموا كلكم على كيده مجتمعين له ، ولا تختلفوا فيختل أمركم . { ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً } أي جميعاً ، قاله مقاتل والكلبي ، وقال قوم : أي مصطفين مجتمعين ليكون أشدَّ لهيبتكم ، وقال أبو عبيدة : الصف المجمع ، ويسمى المصلّى صفاً . معناه : ثم ائتوا المكان الموعود . { وَقَدْ أَفْلَحَ ٱلْيَوْمَ مَنِ ٱسْتَعْلَىٰ } ، أي : فاز مَنْ غلب . { قَالُواْ } ، يعني السحرة ، { يَا مُوسَىٰ إِمّا أَن تُلْقِيَ } ، عصاك ، { وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ } عصاه . { قَالَ } ، موسى : { بَلْ أَلْقُواْ } ، أنتم أولاً ، { فَإِذَا حِبَالُهُمْ } ، وفيه إضمار ، أي فألقَوا فإذا حبالهم ، { وَعِصِيُّهُمْ } ، جمع العصا ، { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ } ، قرأ ابن عامر ويعقوب " تخيل " بالتاء رداً إلى الحبال والعصي ، وقرأ الآخرون بالياء ردوه إلى الكيد والسحر ، { مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ } . وفي القصة أنهم لما ألقوا الحبال والعصيَّ أخذوا أعين الناس ، فرأى موسى والقوم كأنَّ الأرض امتلأت حيَّات ، وكانت قد أخذت ميلاً من كل جانب ورأوا أنها تسعى . { فَأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } ، أي وجد ، وقيل : أضمر في نفسه خوفاً ، واختلفوا في خوفه : طبع البشرية ، وذلك أنه ظن أنها تقصده . وقال مقاتل : خاف على القوم أن يلتبس عليهم الأمر فيشكُّوا في أمره فلا يتبعوه .