Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 68-72)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْنَا } ، لموسى : { لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } ، أي الغالب ، يعني : لك الغلبة والظفر . { وَأَلْقِ مَا فِى يَمِينِكَ } ، يعني العصا ، { تَلْقَفْ } ، تلتقم ، وتبتلع ، { مَا صَنَعُوۤاْ } ، قرأ ابن عامر " تلقفُ " برفع الفاء هاهنا ، وقرأ الآخرون بالجزم على جواب الأمر ، { إِنَّمَا صَنَعُواْ } ، إن الذي صنعوا ، { كَيْدُ سَاحِرٍ } ، أي حيلة سحر ، هكذا قرأ حمزة والكسائي : بكسر السين بلا ألف ، وقرأ الآخرون " ساحر " لأن إضافة الكيد إلى الفاعل أولى من إضافته إلى الفعل ، وإن كان ذلك لا يمتنع في العربية ، { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ } ، من الأرض ، قال ابن عباس : لا يسعد حيث كان . وقيل : معناه حيث احتال . { فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ } ، لرئيسكم ومعلِّمكم ، { ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } ، أي : على جذوع النخل ، { وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً } ؛ أنا على إيمانكم به ، أو رَبُّ موسى على ترك الإِيمان به ؟ { وَأَبْقَىٰ } ، أي : أدوم . { قَالُواْ } ، يعني السحرة : { لَن نُّؤْثِرَكَ } ، لن نختارك ، { عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ } ، يعني الدلالات ، قال مقاتل : يعني اليد البيضاء ، والعصا . وقيل : كان استدلالهم أنهم قالوا لو كان هذا سحراً فأين حبالنا وعصينا . وقيل : { مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ } يعني من التبيين والعلم . حكي عن القاسم بن أبي بَزَّة أنه قال : إنهم لما أُلْقُوا سُجَّداً ما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا الجنة والنار ، ورأوا ثواب أهلها ، ورأوا منازلهم في الجنة ، فعند ذلك قالوا : لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ، { وَٱلَّذِى فَطَرَنَا } ، أي : لن نؤثرك على الله الذي فطرنا ، وقيل : هو قسم ، { فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ } ، أي : فاصنع ما أنت صانع ، { إِنَّمَا تَقْضِى هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَآ } ، أي : أمرك وسلطانك في الدنيا وسيزول عن قريب .