Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 16-20)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } ، أي عبثاً وباطلاً . { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } ، واختلفوا في اللهو ، قال ابن عباس في رواية عطاء : اللهو المرأة ، وهو قول الحسن وقتادة ، وقال في رواية الكلبي : اللهو الولد ، وهو قول السدي ، وهو في المرأة أظهر لأن الوطء يسمى لهواً في اللغة ، والمرأة محل الوطء . { لاَّتَّخَذْنَـٰهُ مِن لَّدُنَّآ } ، أي من عندنا من الحور العين لا من عندكم من أهل الأرض . وقيل : معناه لو كان جائزاً ذلك في صفته لم يتخذه بحيث يظهر لهم ويستر ذلك حتى لا يطلعوا عليه . وتأويل الآية أن النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رَدّ الله عليهم بهذا وقال : { لاَّتَّخَذْنَـٰهُ مِن لَّدُنَّآ } لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده ، لا عند غيره { إِن كُنَّا فَـٰعِلِينَ } ، قال قتادة ومقاتل وابن جريج : { إن } للنفي ، أي : ما كنا فاعلين . وقيل : { إِن كُنَّا فَـٰعِلِينَ } للشرط أي إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لدنا ، ولكنا لم نفعله لأنه لا يليق بالربوبية . { بَلْ } ، أي دع ذلك الذي قالوا فإنه كذب وباطل ، { نَقْذِفُ } ، نرمي ونسلَّط ، { بِٱلْحَقِّ } ، بالإِيمان ، { عَلَى ٱلْبَـٰطِلِ } ، على الكفر ، وقيل : الحق قول الله ، فإنه لا ولد له ، والباطل قولهم اتخذ الله ولداً ، { فَيَدْمَغُهُ } ، فيهلكه ، وأصل الدمْغِ : شجُّ الرأس حتى يبلغَ الدماغ ، { فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ، ذاهب ، والمعنى : أنا نبطل كذبهم بما نبين من الحق حتى يضمحل ويذهب ، ثم أوعدهم على كذبهم فقال : { وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ } ، يا معشر الكفار . { مِمَّا تَصِفُونَ } ، الله بما لا يليق به من الصاحبة والولد . وقال مجاهد : مما تكذبون . { وَلَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، عبيداً وملكاً ، { وَمَنْ عِندَهُ } ، يعني الملائكة ، { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ } ، ولا يأنفون عن عبادته ولا يتعظَّمون عنها ، { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } ، لا يعيون ، يقال : حَسِرَ واستَحْسَرَ إذا تَعِبَ وأعيا . وقال السدي : لا يتعظمون عن العبادة . { يُسَبِّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } ، لا يضعفون ولا يسأمون ، قال كعب الأحبار : التسبيح لهم كالنَّفَسِ لبني آدم .