Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 48-51)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ } ، يعني الكتاب المفرِّق بين الحق والباطل ، وهو التوراة . وقال ابن زيد : الفرقان النصر على الأعداء ، كما قال الله تعالى : { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ } [ الأنفال : 41 ] ، يعني يوم بدر ، لأنه قال { وَضِيَآءً } ، أدخل الواو فيه أي آتينا موسى النصر والضياء ، وهو التوراة . ومن قال : المراد بالفرقان التوراة ، قال : الواو في قوله : { وَضِيَآءً } ، زائدة مقحمة ، معناه : آتيناه التوراة ضياء ، وقيل : هو صفة أخرى للتوراة ، { وَذِكْراً } ، تذكيراً ، { لِّلْمُتَّقِينَ } . { ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ } ، أي يخافونه ولم يروه ، { وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } ، خائفون . { وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَـٰهُ } ، يعني القرآن وهو ذكر لمن يذكر به ، مبارك يتبرك به ويطلب منه الخير ، { أَفَأَنْتُمْ } ، يا أهل مكة ، { لَهُ مُنكِرُونَ } ، جاحدون ، وهذا استفهام توبيخ وتعيير . قوله عزّ وجلّ : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَٰهِيمَ رُشْدَهُ } ، قال القرطبي : أي صلاحه ، { مَن قَبْلُ } ، أي من قبل موسى وهارون ، وقال المفسرون : رشده ، أي هداه من قبل أي من قبل البلوغ ، وهو حين خرج من السرب وهو صغير ، يريد هَديناه صغيراً كما قال تعالى ليحيى عليه السلام : { وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } [ مريم : 12 ] ، { وَكُنَّا بِهِ عَـٰلِمِينَ } ، أنه أهل للهداية والنبوة .