Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 52-57)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ قَالَ لأَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَـٰثِيلُ } ، أي الصور ، يعني الأصنام { ٱلَّتِىۤ أَنتُمْ لَهَا عَـٰكِفُونَ } ، أي على عبادتها مقيمون . { قَالُواْ وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَـٰبِدِينَ } ، فاقتدينا بهم . { قَالَ } إبراهيم ، { لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُمْ فِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } ، خطأ بيِّن بعبادتكم إيّاها . { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللَّـٰعِبِينَ } ، يعنون أجادّ أنت فيما تقول أم أنت من اللاعبين ؟ { قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِى فطَرَهُنَّ } ، خلقهن ، { وَأَنَاْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِينَ } ، أي على أنه الإله الذي لا يستحق العبادةَ غيرهُ . وقيل : من الشاهدين على أنه خالق السموات والأرض . { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَـٰمَكُم } ، لأمكرنّ بها ، { بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ } ، أي بعد أن تدبروا منطلقين إلى عيدكم . قال مجاهد وقتادة : إنما قال إبراهيم هذا سراً من قومه ولم يسمع ذلك إلاَّ رجل واحد فأفشاه عليه ، وقال : إنا سمعنا فتًى يذكرهم يُقالُ له إبراهيم . قال السدي : كان لهم في كل سنة مجمع وعيد فكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها ، ثم عادوا إلى منازلهم ، فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم له : يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا أعجبك دينُنا فخرج معهم إبراهيم ، فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه ، وقال إني سقيم ، يقول اشتكى رجلي فلما مضَوْا نادى في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس ، { وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَـٰمَكُم } فسمعوها منه ، ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة وهنّ في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه ، والأصنام بعضها إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغرُ منه إلى باب البهو ، وإذا هم قد جعلوا طعاماً فوضعوه بين يدي الآلهة ، وقالوا : إذا رجعنا وقد برّكت الآلهة في طعامنا أكلنا ، فلما نظر إليهم إبراهيم وإلىٰ ما بين أيديهم من الطعام ، قال لهم : على طريق الاستهزاء ألا تأكلون ؟ ، فلما لم تجبه قال : ما لم لا تنطقون ، فراغ عليهم ضرباً باليمين ، وجعل يكسرهن في يده حتى إذا لم يبق إلاَّ الصنم الأكبر علّق الفأس في عنقه ثم خرج ، فذلك قوله عزّ وجلّ . { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ … } .