Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 58-62)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَجَعَلَهُمْ جُذَٰذاً } ، قرأ الكسائي { جذاذاً } بكسر الجيم أي كِسَراً وقِطَعاً جمع جذيذ ، وهو الهشيم مثل خفيف وخفاف ، وقرأ الآخرون بضمه ، مثل الحطام والرفات ، { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } ، فإنه لم يكسره ووضع الفأس علىٰ عنقه ، وقيل ربطه بيده وكانت اثنين وسبعون صنماً بعضها من ذهب وبعضها من فضة وبعضها من حديد ورصاص وشَبّة وخشب وحجر ، وكان الصنم الكبير من الذهب مكلّلاً بالجواهر في عينيه ياقوتتان تتقدان . قوله تعالى : { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } ، قيل : معناه لعلّهم يرجعون إلى دينه وإلى ما يدعوهم إليه إذا علموا ضعف الآلهة وعجزها ، وقيل : لعلّهم إليه يرجعون فيسألونه ، فلما رجع القوم من عيدهم إلى بيت آلهتهم ورأوا أصنامهم جُذاذاً . { قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } ، أي من المجرمين . { قَالُوۤاْ } يعني الذين سمعوا قول إبراهيم : وتالله لأكيدن أصنامكم ، { سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ } ، يعيبهم ويسبهم ، { يُقَالُ لَهُ إِبْرَٰهِيمُ } ، هو الذي نظن أنه صنع هذا ، فبلغ ذلك نمرود الجبار وأشراف قومه . { قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ } ، قال نمرود : يقول جيئوا به ظاهراً بمرأى من الناس ، { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } ، عليه أنه الذي فعله ، كرهوا أن يأخذوه بغير بيّنة ، قال الحسن وقتادة والسدي ، وقال محمد بن إسحاق { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } أي يحضرون عقابه وما يصنع به فلما أتوا به ، { قَالُوۤاْ } له { ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِـآلِهَتِنَا يَٰإِبْرَٰهِيمُ } ؟ .