Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 27-28)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ } أي : أعلمْ ونادِ في الناس ، { بِٱلْحَجِّ } ، فقال إبراهيم وما يبلغ صوتي ؟ فقال : عليك الأذانُ وعليَّ البلاغُ ، فقام إبراهيم على المَقام فارتفع المقامُ حتى صار كأطول الجبال فأدخل أصبعيه في أذنيه ، وأقبل بوجهه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً وقال : يا أيها الناس أَلا إن ربكم قد بنى لكم بيتاً وكتب عليكم الحجَ إلى البيت فأجيبوا ربكم ، فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات : لبيك اللهم لبيك ، قال ابن عباس : فأول من أجابه أهل اليمن فهم أكثر الناس حجاً . وروى أن إبراهيم صعد أبا قبيس ونادى . وقال ابن عباس عنى بالناس في هذه الآية أهل القبلة ، وزعم الحسن أن قوله : " وأذن في الناس بالحج " كلام مستأنف وأن المأمور بهذا التأذين محمد صلى الله عليه وسلم أُمِرَ أن يفعل ذلك في حجة الوداع . وروى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس قد فُرض عليكم الحج فحجوا " . قوله تعالى : { يَأْتُوكَ رِجَالاً } ، مشاة على أرجلهم جمع راجل ، مثل قائم وقيام وصائم وصيام ، { وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ } ، أي : ركباناً على كل ضامر ، والضامر : البعير المهزول . { يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ } أي : من كل طريق بعيد ، وإنما جمع " يأتين " لمكان كل وإرادة النوق . { لِّيَشْهَدُواْ } ، ليحضروا ، { مَنَـٰفِعَ لَهُمْ } ، قال سعيد بن المسيب ، ومحمد بن علي الباقر : العفو والمغفرة . وقال سعيد بن جبير : التجارة ، وهي رواية ابن زيد عن ابن عباس ، قال الأسواق . وقال مجاهد : التجارة وما يَرضى الله به من أمر الدنيا والآخرة . { وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِىۤ أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ } ، يعني عشر ذي الحجة في قول أكثر المفسرين . قيل : لها " معلومات " للحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها . ويروى عن علي رضي الله عنه : أنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده ، وفي رواية عطاء عن ابن عباس أنها يوم عرفة والنحر وأيام التشريق . وقال مقاتل : المعلومات أيام الشتريق . { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } ، يعني : الهدايا ، والضحايا ، تكون من النعم ، وهي الإِبل والبقر والغنم . واختار الزجاج أن الأيام المعلومات : يوم النحر وأيام التشريق ، لأن الذكر على بهيمة الأنعام يدل على التسمية على نحرها ، ونحر الهدايا يكون في هذه الأيام . { فَكُلُواْ مِنْهَا } أمر إباحة ليس بواجب ، وإنما قال ذلك لأن أهل الجاهلية كانوا لا يأكلون من لحوم هداياهم شيئاً ، واتفق العلماء على أن الهدي إذا كان تطوعاً يجوز للمهدي أن يأكل منه وكذلك أضحية التطوع لِما . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري ، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني ، أخبرنا علي بن حجر ، أخبرنا إسماعيل ابن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال في قصة حجة الوداع : وقدم علي ببدن من اليمن وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فنحر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وستين بدنة بيده ونحر عليَّ ما بقي ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤخذ بَضْعةٌ من كل بدنة فتجعل في قدر ، فأكلا من لحمها وحسيا من مرقها . واختلفوا في الهدي الواجب بالشرع هل يجوز للمهدي أن يأكل منه شيئاً ؟ مثل دم التمتع والقِرَان والدم الواجب بإفساد الحج وفواته وجزاء الصيد . فذهب قوم إلى أنه لا يجوز أن يأكل منه شيئاً ، وبه قال الشافعي ، وكذلك ما أوجبه على نفسه بالنذر ، وقال ابن عمر : لا يأكل من جزاء الصيد والنذر ، ويأكل مما سوى ذلك ، وبه قال أحمد وإسحاق ، وقال مالك : يأكل من هدي التمتع ومن كل هدي وجب عليه إلا من فدية الأذى وجزاء الصيد والمنذور ، وعند أصحاب الرأي يأكل من دم التمتع والقِرَان ولا يأكل من واجب سواهما . قوله عزّ وجلّ : { وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَآئِسَ ٱلْفَقِيرَ } ، يعني : الزَّمِن الفقير الذي لا شيء له و " البائس " الذي اشتد بؤسه ، والبؤس شدة الفقر .