Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-31)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَٰلِكَ } أي : الأمر ذلك ، يعني ما ذكر من أعمال الحج ، { وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ } ، أي معاصي الله وما نهى عنه ، وتعظيمها ترك ملابستها . قال الليث : حرمات الله ما لا يحل انتهاكها . وقال الزجاج : الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه ، وذهب قوم إلى أن معنى الحرمات هاهنا : المناسك ، بدلالة ما يتصل بها من الآيات . وقال ابن زيد : الحرمات هاهنا : البيت الحرام ، والبلد الحرام والشهر الحرام ، والمسجد الحرام ، والإِحرام . { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } ، أي : تعظيم الحرمات ، خير له عند الله في الآخرة . قوله عز وجل : { وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأَنْعَـٰمُ } ، أن تأكلوها إذا ذبحتموها وهي الإِبل والبقر والغنم ، { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } ، تحريمه ، وهو قوله في سورة المائدة : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ } [ المائدة : 3 ] ، الآية ، { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَـٰنِ } أي : عبادتها ، يقول : كونوا على جانب منها فإنها رجس ، أي : سبب الرجس ، وهو العذاب ، والرجس : بمعنى الرجز . وقال الزجاج : ( من ) هاهنا للتجنيس أي : اجتنبوا الأوثان التي هي رجس ، { وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ } ، يعني : الكذب والبهتان . وقال ابن مسعود : شهادة الزور ، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فقال : " يا أيها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله " ، ثم قرأ هذه الآية . وقيل : هو قول المشركين في تلبيتهم : لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك . { حُنَفَآءَ لِلَّهِ } ، مخلصين له ، { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } ، قال قتادة : كانوا في الشرك يحجون ، ويحرِّمون البنات والأمهات والأخوات ، وكانوا يُسمون حنفاء ، فنزلت : " حنفاء لله غير مشركين به " أي : حجاجاً لله مسلمين موحدين ، يعني : مَنْ أشرك لا يكون حنيفاً . { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ } ، أي : سقط ، { مِنَ ٱلسَّمَآءِ } ، إلى الأرض ، { فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ } ، أي : تستلبه الطير وتذهب به ، والخطف والاختطاف : تناول الشيء بسرعة ، وقرأ أهل المدينة : فتخَطّفه بفتح الخاء وتشديد الطاء ، أي : يتخطفه ، { أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرِّيحُ } ، أي : تميل وتذهب به ، { فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ } ، أي : بعيد ، معناه : بُعْدَ من أشرك من الحق كبعد من سقط من السماء فذهبت به الطير ، أو هَوَتْ به الريح ، فلا يصل إليه بحال . وقيل : شبَّه حال المشرك بحال الهاوي من السماء في أنه لا يملك لنفسه حيلة حتى يقع بحيث تُسقطه الريح ، فهو هالك لا محالة إما باستلاب الطير لحمه وإما بسقوطه إلى المكان السحيق ، وقال الحسن : شبَّه أعمال الكفار بهذه الحال في أنها تذهب وتبطل فلا يقدرون على شيء منها .